في زمن تخوض فيه الصحافة المطبوعة معركة بقاء قاسية، وفي عالم رقمي يزاحم المؤسسات الإعلامية بلا هوادة، يبقى من الضروري استدعاء أول درس تعلمناه في كلية الإعلام: إن أي صحيفة هي مشروع يهدف إلى الربح والاستمرارية، وإن التوزيع هو البوابة الأولى لجذب الإعلان، ومع غياب كليهما يصبح الاستمرار تحديًا يكاد يلامس حد المستحيل. ومن هذا المنطلق، تظل كلمة شكر في حق الدكتور عبد الرحيم علي واجبة، لأنه في وقت أغلقت فيه مؤسسات عالمية عريقة أبوابها، اختار أن يبقي باب رزق مفتوحًا، وأن يصمد بمنصة "البوابة" رغم الضغوط والأزمات التي أطاحت بمؤسسات أكبر وأكثر قدرة.
وكان يمكن معالجة أي أزمة بالحوار والعقل والحكمة، بدون خلق الاضطرابات التي لم تكن يومًا أداة بناء، بل كثيرًا ما كانت مدخلًا لإرباك المؤسسات وخلق الأزمات. ولا ينبغي أن ننسى أن كثيرين كان حلمهم الأكبر هو نيل عضوية نقابة الصحفيين، وأن المؤسسة نفسها كانت هي التي فتحت لهم هذا الباب، حتى حصلوا على العضوية. ولو طُلب من أي منهم في ذلك الوقت التنازل عن راتبه لأجل تحقيق هذا الحلم، لما تردد لحظة واحدة.
ندرك جميعًا أن العاملين في المؤسسة يتقاضون رواتب أقل من نظيراتها فى مؤسسات أخرى، وأن لكل بيت ظروفه واحتياجاته، لكن للأزمات طبيعة مختلفة تتطلب الحوار الداخلي الهادئ. والواقع يشير بوضوح إلى أن "البوابة" صمدت بخط وطني ثابت عبر سنوات من التحديات، وهو صمود يُسجَّل للدكتور عبد الرحيم علي وللزميلة داليا عبد الرحيم، اللذين واجها أزمات متتالية دون أن تُغلق المؤسسة أبوابها أو تنحني أمام الضغوط.
وفي الختام، نأمل أن تُحل الأزمة بما يخدم مصلحة الوطن والمهنة والزملاء جميعًا، وأن تُنزع عنها يد تحاول إشعال الحرائق وتعطيل مسيرة العمل. فالبناء لا يصنعه الصراخ، والوعي لا يحتاج إلى ضجيج لإثبات وجوده. المستقبل للعقل… للهدوء… ولمن يريد أن يعمل لا أن يهدم.












0 تعليق