أسدل الستار عن فعاليات الدورة 46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقدمت الدورة دورا هاما في تلاقي صناع السينما حول العالم، ومناقشة تحديات ومستقبل السينما، من خلال ندوات وورش عمل خلال أيام المهرجان.
ولعل أبرز حصاد لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، هو التعاون العربي السينمائي، والذي قد يغير الصناعة العربية للسينما خلال السنوات المقبلة، ويرتقي بما يقدم للجمهور، ويعزز الإنتاج المشترك.
تعاون بين مهرجانى القاهرة وبغداد
تم توقيع مذكرة تعاون جديدة بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مع مهرجان بغداد السينمائي، وذلك بحثاً عن سبل التعاون العربى فى مجالى الثقافة والسينما.
وقع الاتفاقية الفنان حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مع نظيره مهرجان بغداد السينمائي ممثلاً عنه مدير المهرجان حكمت البيضاني، وبحضور ياسر موسى ممثل السفارة العراقية فى القاهرة، وعدد من الشخصيات الفنية وصناع السينما.
وتهدف الاتفاقية إلى بحث سبل التعاون وتبادل الخبرات المهنية بين المهرجانين، وتنفيذ برامج مشتركة تشمل تنسيق عروض الأفلام، وتنظيم ورش تدريبية، وتبادل المشاركات السينمائية، إلى جانب إقامة فعاليات خاصة لكل مهرجان داخل البلد الآخر، بما يعزز الحضور العربى على خارطة السينما الدولية.
وخلال كلمته، أعرب حكمت البيضاني عن تقديره لهذه الخطوة المشتركة، مؤكداً أن التعاون مع مهرجان بحجم وتاريخ مهرجان القاهرة يمثل إضافة كبيرة للمشهد السينمائى العراقي. وقال "هذه الشراكة ليست مجرد مذكرة تعاون، بل بداية مشروع ثقافى مشترك يفتح مساحة أوسع للحوار السينمائى بين بغداد والقاهرة.
وأكمل حكمت أن السينما العربية تحتاج إلى تكامل التجارب وليس تكرارها، ونسعى من خلال هذا التعاون لتحقيق ذلك."
وأضاف حكمت البيضاني أن مهرجان بغداد يسعى دائماً للتواصل مع المؤسسات السينمائية العربية والدولية وتوفير منصات جديدة لصناع الأفلام العراقيين، مشيراً إلى أن الشراكة مع مهرجان القاهرة ستمنح المهرجان قدرة أكبر على الانفتاح على جمهور واسع والاستفادة من الخبرات التنظيمية التى يمتلكها.
وأكد مدير المهرجان أن الاتفاقية ستشمل أيضاً تبادل عروض الأفلام بين البلدين، وإقامة أيام سينمائية عراقية فى القاهرة، وأيام سينمائية مصرية فى بغداد، إلى جانب التعاون فى مجالات التدريب والصناعة، مؤكداً أن السينما قادرة على أن تكون جسراً ثقافياً يقرّب الشعوب ويؤسس لمشروع عربى مشترك يخدم الأجيال القادمة.
من جانبه؛ قال الفنان حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال كلمته بعد توقيع الاتفاقية، "نرحب بكل ما يدعم الحضور العربى فى الساحة العالمية، أن مهرجان القاهرة يفتح أبوابه دائماً أمام المبادرات الهادفة لتعزيز التعاون العربى فى صناعة السينما، مشيراً إلى أن الشراكة مع مهرجان بغداد تمثل إضافة مهمة وتساهم فى توسيع آفاق العمل المشترك بين البلدين.
وتابع فهمي خطوة جديدة نحو بناء شبكة سينمائية عربية متكاملة. وتأتى هذه الاتفاقية فى وقت يشهد فيه العالم العربى حراكاً فنياً ملحوظاً، واهتماماً متزايداً بتطوير منصات تدعم حضور الأفلام العربية فى المهرجانات الدولية، كما تمثل خطوة مهمة نحو دعم الصناعة السينمائية العربية، سواء من خلال تعزيز الإنتاج المشترك، أو تنشيط حركة توزيع الأفلام، أو خلق فرص جديدة للتعاون الفنى والإدارى.
وتؤكد المذكرة أن السينما ليست مجرد فن، بل مشروع ثقافى جامع قادر على توحيد الرؤية الإبداعية وتقريب الشعوب، ودعم حضور المبدعين العرب فى الساحة العالمية.
"سينماد" مبادرة لعرض أفلام المهرجانات العربية
تم الإعلان عن مبادرة سينماد لعرض أفلام المهرجانات العربية في دور السينما بأنحاء العالم العربي، وذلك بحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46، حيث تم الإعلان قبل بدء عرض فيلم الختام صوت هند رجب للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وبحضور رئيس المهرجان حسين فهمي والجهات الداعمة للمبادرة.
تفاصيل المبادرة
وتنطلق المبادرة في أول تجربة من نوعها في المنطقة في ديسمبر المقبل، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، يتم خلالها عرض 20 فيلمًا عربيًا شاركت في مهرجانات سينمائية دولية كبرى وفازت بجوائز مرموقة.
أبرز الأعمال بقائمة الأفلام المشاركة
وتضم قائمة الأفلام المشاركة مجموعة من لأهم الإنتاج العربي، منهم فيلم "صوت هند رجب" ممثل تونس في جوائز الأوسكار، والذي حقق نجاحات كبيرة وجوائز غير مسبوقة بحصوله على سبع جوائز ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا.
كما تضم المبادرة الفيلم الفلسطيني "فلسطين 36"، وتعرض المبادرة أيضًا فيلم "يونان" لأمير فخر الدين، إلى جانب الفيلم الفلسطيني "كان ياما كان في غزة" للمخرجين طرزان وعرب ناصر، الفائز بجائزة أفضل مخرج في مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي.
وتشمل قائمة الأفلام المشاركة من مصر؛ "سموكي آيز" لعلي علي، "اختيار مريم" لمحمود يحيى، "50 متر" ليمنى خطاب،"60 جنيه مصري" لعمرو سلامة، "جحر الفئران" لمحمد السمان، "المستعمرة" لمحمد رشاد، و"سيمو" لعزيز زرمبة.
وعلى مستوى دولة لبنان يشاك فيلم"كلب ساكن" لسارة فرانسيس، ومن السودان "ملكة القطن" لسوزانا ميرغني، ومن ليبيا الفيلم الوثائقي "بابا والقذافي" لجيهان، ومن تونس "الاختفاء" لكريم موساوي، "وين ياخذنا الريح" لآمال قلاتي، "سماء بلا أرض" لأريج السحيري، "اغتراب" لمهدي هميلي، "عصفور جنة" لمراد بن الشيخ، و"آية" لماية عجميه، ومن السينما الفلسطينية يشارك فيلم "شكرًا لأنك تحلم معنا" لليلى عباس.








0 تعليق