أعلن الاتحاد اللوثري العالمي (LWF)، رسميًا بدء الاستعدادات لانعقاد جمعيته الرابعة عشرة في يونيو 2030 بمدينة أوغسبورغ الألمانية، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسِمئة لإعلان أوغسبورغ الذي قُدّم لأول مرة في المدينة عام 1530، والذي يُعد أحد أهم الوثائق الاعترافية التي شكّلت الهوية اللوثرية ووحّدت الكنائس حول العالم.
لقاءات تمهيدية في قلب المدينة التاريخية للإصلاح
قادت الدكتورة القسيسة آن بورغاردت الأمين العام للاتحاد، وفدًا من مكتب الاتحاد اللوثري في اجتماعات مع الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في بافاريا واللجنة الوطنية الألمانية للاتحاد، لبحث ترتيبات الجمعية المقبلة.
وستستضيف الكنيسة البافارية الجمعية في المدينة التي شهدت أحداثًا محورية في تاريخ الإصلاح اللوثري.
وشارك في الاجتماعات عدد من القيادات الكنسية والمدنية، من بينهم:
الأسقف كريستيان كوب – الكنيسة اللوثرية في بافاريا
الأسقفة كريستينا كوهنباوم-شميت – نائبة رئيس الاتحاد عن أوروبا الغربية الوسطى ورئيسة اللجنة الوطنية الألمانية
إيفا فيبر – عمدة مدينة أوغسبورغ
الأسقف جيرزي ساميتس – الكنيسة اللوثرية للأوغسبورغ في بولندا، والجهة التي استضافت الجمعية الثالثة عشرة في كراكوف عام 2023
وقام الأسقف ساميتس بتسليم "عصا الجمعية" إلى الأسقف كوب في تقليد رمزي يعكس انتقال مسؤولية الاستضافة.
أهمية إعلان أوغسبورغ في مسيرة الهوية اللوثرية
أكدت الأسقف كريستينا كوهنباوم-شميت أن إعلان أوغسبورغ لا يزال يمثل "أساسًا راسخًا لهويتنا اللوثرية، وفي الوقت نفسه دعوة إلى تعاون مسكوني مسؤول ومنفتح".
وأضافت بانه يُظهر لنا الإعلان أن الكنيسة تكون حيّة حين تتحرك: تستمع، وتتعلم، وترتبط بالآخرين. ومن هنا تأتي أهمية اجتماعنا في أوغسبورغ عام 2030، حيث ظهر هذا الإعلان للمرة الأولى."
وتابعت أن الجمعية المقبلة ستكون مساحة للتأمل المشترك في كيفية تعزيز المصالحة والالتزام العالمي بالمسؤولية، وفتح مسارات جديدة تُلهم الكنائس حول العالم.
بعد تاريخي وروحي لاجتماع 2030
من جانبها، شددت الأمين العام آن بورغاردت على الدلالة العميقة لبدء التحضيرات من أوغسبورغ، قائلة:"في هذه المدينة عبّر المُصلحون لأول مرة عن فهمهم لإيماننا المشترك. وهنا أيضًا وُقّعت الوثيقة المشتركة حول عقيدة التبرير بين الاتحاد اللوثري والكنيسة الكاثوليكية عام 1999."
وأضافت أن الاتحاد يتطلع للعمل مع الكنيسة البافارية واللجنة الوطنية الألمانية لاستقبال وفود الشركة اللوثرية العالمية في هذا الحدث التاريخي.
حدث عالمي يعيد وصل الماضي بالحاضر
من المنتظر أن يشكّل اجتماع 2030 محطة تاريخية تربط بين جذور الإصلاح اللوثري وتحديات الكنيسة اليوم، كما ستتزامن المناسبة مع احتفالات عالمية بمرور 500 عام على إعلان أوغسبورغ، بما يحمله من إرث لاهوتي ومسكوني ما زال يلهم الكنائس حتى اليوم.
قيادات لاهوتية ومسكونية ترافق الأمين العام للاتحاد في جولة مكثّفة بمدينة "السلام" أوغسبورغ
رافقت الأمين العام للاتحاد اللوثري العالمي، القس الدكتورة آن بورغاردت، مجموعة من أبرز القيادات المسؤولـة عن العلاقات المسكونية والعمل الإقليمي، وهم: الأمين العام المساعد للعلاقات المسكونية البروفيسور الدكتور ديرك لانغه، الأمين الإقليمي لأوروبا القس الدكتور إيرينيـوش لوكاش، رئيس ديوان الأمين العام القس آرني سفانور دانييلسن.
وشارك جميعهم في اجتماعات اللجنة الوطنية الألمانية للاتحاد (GNC/LWF) التي انعقدت هذا الأسبوع في أوغسبورغ، في إطار التحضيرات للجمعية الرابعة عشرة للاتحاد عام 2030.
لقاءات مع قيادات المدينة وزيارات لمواقع تاريخية
تضمّن جدول الزيارة اجتماعات مع قيادات كنسية ومدنية محلية، إضافة إلى جولات في مواقع محورية في تاريخ الإصلاح والتقارب المسكوني.
وتُعرف أوغسبورغ عالميًا بأنها "مدينة السلام"، وهو اللقب الذي تعزّز عام 1999 حين وقّع فيها الاتحاد اللوثري والكنيسة الكاثوليكية الوثيقة المشتركة حول عقيدة التبرير (JDDJ)، والتي شكّلت علامة فارقة في العلاقات المسكونية بين الجانبين.
الجمعية اللوثرية: أعلى سلطة قرار وتمثيل لـ78 مليون لوثري
تُعد جمعية الاتحاد اللوثري العالمي، التي تُعقد كل ست أو سبع سنوات، أعلى هيئة لصنع القرار داخل الشركة اللوثرية العالمية، وتمثّل أكثر من 78 مليون لوثري في 154 كنيسة عضو موزعة على 99 دولة.
وتُعد اجتماعات هذا الأسبوع الخطوة الأولى في المسيرة نحو عام 2030، حيث تستعد الشركة اللوثرية حول العالم لإحياء حدث مفصلي أسهم في تشكيل هوية الكنائس اللوثرية ورسالتها وشهادتها عبر التاريخ.













0 تعليق