من “لام شمسية” إلى “عمارة يعقوبيان”.. كيف سلطت الدراما المصرية الضوء على قضايا التحرش والاعتداء؟

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت الأيام الماضية واحدة من أكثر الوقائع المؤلمة التي هزت الرأي العام المصري، بعد كشف تفاصيل الاعتداء على عدد من الأطفال داخل مدرسة سيدز الدولية، وهي جريمة تجاوزت حدود الصدمة العادية لتصل إلى مستوى الهلع المجتمعي، خاصة مع الروايات المتداولة عن استمرار الانتهاكات لفترة طويلة تحت تهديد السلاح، وسط غياب أي رادع أو رقابة داخل المؤسسة التعليمية.

هذا النوع من الجرائم يعيد طرح سؤالًا جوهريًا حول الأمان داخل المدارس ودور المؤسسات التعليمية في حماية الأطفال، كما يضع المجتمع أمام مسؤولياته في مواجهة هذه الانتهاكات، التي تترك آثارًا نفسية وجسدية قد تمتد لسنوات طويلة على الضحايا.

ولأن الفن دائمًا ما يعكس الواقع، فقد شهدت الدراما والسينما المصرية على مدار العقود الماضية العديد من الأعمال التي تناولت بشجاعة قضايا التحرش والاعتداء الجنسي، سواء على الأطفال أو الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، مقدمة رسائل إنسانية وواقعية، مسلطة الضوء على زوايا ربما لا يعرفها الكثيرون.

هذه الأعمال لم تكن مجرد محاولات للعرض أو الإثارة، بل جاءت أحيانًا كنوع من المواجهة وكسر الصمت ودق ناقوس الخطر، ونجحت بالفعل في فتح حوارات مهمة داخل المجتمع.

وتستعرض "البوابة نيوز" أبرز الأعمال الفنية التي ناقشت التحرش الجنسي وكشفت المسكوت عنه:

 

لام شمسية.. مواجهة الحقيقة داخل المدرسة

يُعد مسلسل "لام شمسية" واحدًا من أبرز الأعمال التي تناولت بشكل مباشر قضية التحرش داخل المدارس، حيث قدم معالجة درامية حساسة ومؤثرة.

تدور أحداث المسلسل حول معلمة تكتشف تعرض عدد من طلاب المدرسة للتحرش والتنمر، فتقرر الوقوف في صفهم مهما كانت التحديات، وتخوض صراعًا شرسًا مع منظومة تعليمية لا ترغب في الاعتراف بالخلل، ومع مجتمع يخشى المواجهة.

يبرز المسلسل التناقضات التي قد تواجه أي شخص يحاول كشف حقيقة مؤلمة داخل بيئة مغلقة، في وقت تواجه فيه المعلمة أزمات عائلية تجعلها أكثر هشاشة، لكنها تصر على التمسك بحقوق الأطفال وحمايتهم.

العمل من بطولة أمينة خليل، أحمد صلاح السعدني، محمد شاهين، ويسرا اللوزي، تأليف مريم نعوم، إخراج كريم الشناوي.

 

ولاد ناس.. حين يتحمل الأبناء أخطاء الكبار

مسلسل "ولاد ناس" قدم معالجة مختلفة، إذ لم يناقش التحرش أو الاعتداء بشكل مباشر، لكنه اقترب من زاوية نفسية تتقاطع مع القضية، وهي تأثير الإهمال العاطفي والتربوي على الأطفال.

تدور الأحداث حول مجموعة من الأسر التي تنقلب حياتها رأسًا على عقب بعد حادث أتوبيس المدرسة الذي يسبب إصابة العديد من الطلاب، لتبدأ كل أسرة في إعادة النظر في أسلوب تربيتها، وفهم الضغوط التي يعيشها الأطفال في ظل توقعات عالية وقسوة تربوية غير مقصودة.

ويقدم العمل رسالة مفادها أن الطفل ليس مجرد متلقي للأوامر، بل كائن حساس يستشعر الخوف والقلق ويعيش صدمات قد لا يلاحظها المحيطون به.

العمل بطولة رانيا فريد شوقي، أحمد وفيق، صبري فواز، إيهاب فهمي، وفاء صادق، إخراج هاني كمال.

 

أسرار عائلية.. جرأة في طرح المسكوت عنه

الفيلم تناول قضية المثلية الجنسية بشكل مباشر من خلال قصة شاب مراهق يعيش صراعًا داخليًا بين ميوله ونظرة المجتمع القاسية له.
ورغم أن الفيلم لم يناقش التحرش ضد الأطفال، لكنه اقترب من الجانب الإنساني لمن يعانون من اختلافات نفسية أو سلوكية، وهي فئات غالبًا ما تتعرض للتنمر أو الاعتداء أو الاستغلال.

الفيلم ركز على الضغوط الأسرية والمجتمعية التي يتعرض لها الشاب، وكيف يواجه جدران الرفض والاتهامات دون أن يجد من يفهمه.

العمل بطولة محمد مهران، سلوى محمد علي، طارق سليمان، بسنت شوقي، تأليف محمد عبد القادر، إخراج هاني فوزي.

 

عمارة يعقوبيان.. عمل صادم

فيلم "عمارة يعقوبيان" كان علامة فارقة في السينما المصرية، ليس فقط بسبب موضوعه، بل لأنه أول عمل يناقش المثلية الجنسية بوضوح وجدية.

شخصية خالد الصاوي أثارت جدلًا كبيرًا لأنها عُرضت بطريقة إنسانية وليست سطحية، وهو أمر غير معتاد في السينما العربية.
الفيلم قدم رؤية شاملة للفساد المجتمعي بمختلف أنواعه، بما في ذلك الاستغلال الجنسي.

العمل بطولة عادل إمام، يسرا، هند صبري، خالد الصاوي، نور الشريف، إخراج مروان حامد.

 

حمام الملاطيلي.. سبق سينمائي منذ السبعينيات

عام 1973 عُرض فيلم "حمام الملاطيلي" لمعالجة قضية الاستغلال الجنسي، خصوصًا لدى الفئات المهمشة، حيث قدم صورة قاسية لكنها واقعية عن عالم يعيش على الهامش، يتعرض فيه الشباب للابتزاز والتلاعب.

شخصية رؤوف الرسام التي قدمها يوسف شعبان كانت من أوائل الشخصيات التي كشفت جانبًا غير مطروح في السينما وقتها، مما جعل الفيلم من الأعمال التأسيسية التي سبقت زمنها.

العمل بطولة شمس البارودي، يوسف شعبان، نعمت مختار، إخراج صلاح أبوسيف.

 

عسل أسود.. كوميديا تفضح سلوك المتحرش

رغم طابعه الكوميدي، نجح فيلم "عسل أسود" في تقديم مشهد يوضح طبيعة المتحرش، حيث يتعرض شخصية مصري التي يؤديها أحمد حلمي للتحرش داخل أتوبيس النقل العام بسبب شعره الطويل، في إشارة إلى أن المتحرش لا يبحث عن رغبة أو دافع منطقي، بل يستغل أي فرصة متاحة.

الفيلم يوضح أن المعتدي يتحرك وفق ميول منحرفة ويستغل ضعف الضحايا.

العمل بطولة أحمد حلمي، إدوارد، إنعام سالوسة، لطفي لبيب، تأليف خالد دياب، إخراج خالد مرعي.

 

حين ميسرة

تدور قصة الفيلم داخل العشوائيات، ويناقش قضية أطفال الشوارع والفئات المهمشة اجتماعيًا، حيث تهرب ناهـد (سمية الخشاب) من تحرش زوج أمها لتصبح ضحية اغتصاب، وتتحول إلى راقصة، بينما يعيش طفلها في الشارع ويتعرض للمثلية والتحرش من فتاة أخرى.
يُعد هذا المشهد من أشهر المشاهد في السينما المصرية.

العمل بطولة سمية الخشاب، غادة عبد الرازق، عمرو سعد، وفاء عامر، عمرو عبد الجليل، أحمد بدير، هالة فاخر، تأليف ناصر عبد الرحمن، إخراج خالد يوسف.

 

نقد فني

أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن الدراما لعبت دورًا مهمًا في تسليط الضوء على الظواهر السلبية داخل المجتمع، وعلى رأسها التحرش بالأطفال داخل المدارس.
وأشارت إلى أن الأعمال الفنية الذكية مثل "لام شمسية" و**"ولاد ناس"** نجحت في عرض هذه القضايا بأسلوب واعٍ بعيد عن المشاهد الصادمة، ما ساهم في زيادة الوعي لدى الجمهور والأهالي.
وأضافت موريس أن مواجهة هذه القضايا لا تقتصر على القوانين فقط، بل تبدأ بالوعي الأسري وتربية الأطفال، مع ضرورة دعم الدراما والأعمال الفنية المسئولة التي تكشف الواقع وتفتح حوارًا مجتمعيًا حول حماية الأطفال.

6ab8fcb732.jpg
4381032c93.jpg
716acabfbd.jpg
a5a0ca6266.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق