خلود سعد حسن.. من كلمة إحباط إلى علامة بارزة في صيانة الشاشات

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تكن رحلة خلود سعد حسن، ابنة مدينة الخانكة، مجرد انتقال من فكرة إلى مشروع، بل كانت معركة صغيرة خاضتها شابة في السابعة والعشرين من عمرها، لتثبت أن الإصرار أقوى من الصورة النمطية، وأن الشغف قادر على تغيير المصير.

 

رحلة الصعود

حصلت خلود على بكالوريوس السياحة، لكن مسارها المهني اتخذ طريقًا مختلفًا تمامًا بعدما وجدت شغفها الحقيقي في مجال لا يقتحمه عادة سوى الرجال: صيانة الشاشات وقطع غيارها.

تتذكر خلود اللحظة التي سمعت فيها الجملة التي دفعتها إلى إعادة صياغة حياتها: "مش هاتقدري تعملي حاجة، واخرك هتقعدي في البيت"، كلمة أراد بها قائلها إحباطها، لكنها كانت الشرارة التي منحتها القوة لتبدأ رحلتها. المفارقة أن الشخص نفسه الذي بدأ قبلها بسنوات يعيش اليوم تعثرًا مهنيًا، بينما استطاعت هي أن تبني اسمها خطوة بخطوة.

بدأت خلود طريقها من نقطة الصفر بلا سند أو معرفة كافية. تقول وهي تتذكر تلك البدايات الصعبة: "في الأول أنا سندت نفسي"، ولكنها سرعان ما وجدت دعمًا غير متوقع من عدد من المهندسين المتخصصين الذين آمنوا بموهبتها ووقفوا إلى جانبها بصمت، رافضين الظهور أو ذكر أسمائهم. وهذا الدعم المهني شكل قاعدة أساسية لبناء مشروعها، لكنه لم يكن العنصر الوحيد في نجاحها، بل عملت خلود في البداية بمجال التسويق لقطع الغيار الأصلية، واستطاعت جذب الأنظار بمهارتها ودقتها في اختيار القطع.

مع الوقت، بدأ الزبائن يأتون إليها عبر الثقة قبل أي شيء آخر، وخطوة وراء خطوة أصبح اسمها واحدًا من أهم أماكن صيانة الشاشات في المنطقة، وهو مشروع كانت بدايته مجرد محاولة لإثبات الذات.

على المستوى العائلي، لم تكن الصورة سهلة في البداية؛ أهلها خافوا عليها، وليس شكًا في قدرتها، وإنما خوفًا من طبيعة المهنة نفسها، لأنها شغلانة رجالة وصعبة ومشاكلها كتير، كما تصف. ولكن بمجرد أن دخلت المجال وبدأت تترك بصمتها، تحول الخوف إلى دعم، والقلق إلى فخر.

تستعيد خلود لحظات لا تُنسى، قائلة: "كل مرة يأتي فيها زبون يمدح عملي أو يطلب التقاط صورة معي، كنت ألمح بريق الفخر في عيون والديَّ، وكانوا دايمًا شايفين إني أقدر ومش من النوع اللي يحبط بسهولة."

لم تقف والدتها عند حدود الدعاء فقط، بل كانت تساندها روحيًا بشكل مستمر، حتى إنها لا تنام إذا شعرت أن أحدًا تسبب لها في أذى أو ضغط. أما والدها فكان السند العملي، خاصة عندما انتقلت لمكان جديد، كان يبيت الليل ينسق المكان ويرتب التفاصيل مع الصنايعية، كأنه يبني حلم ابنته بيديه. وكونها الابنة الكبرى ومع وجود إخوة أصغر، شكل ذلك ضغطًا في البداية داخل المنزل، إلا أن الجميع التحم حول حلمها، حيث أصبح إخوتها جزءًا من الرحلة من خلال مساعدتهم في بعض المشاوير الخاصة بالمشتريات، أو في جلب قطع الغيار، أو حتى في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق في يوم العمل.

واليوم، وبعد سنوات من الاجتهاد، أصبحت خلود مثالًا على أن النجاح لا يحتاج إلا إلى كلمة واحدة: الإيمان بالنفس، مهما حاول الآخرون زرع الشك أو الإحباط. لتكون قصة خلود ليست فقط نجاحًا مهنيًا، بل رسالة لكل بنت لديها حلم، أن الطريق قد يكون صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا.

148f7936-57ad-4f2a-aa8f-72d89caa19b0
148f7936-57ad-4f2a-aa8f-72d89caa19b0
a4099d26-02d2-4778-b8ec-cf67ca9ad6e0
a4099d26-02d2-4778-b8ec-cf67ca9ad6e0
bb2a9761-d4cc-4e6c-ad42-1d9dbbc70952
bb2a9761-d4cc-4e6c-ad42-1d9dbbc70952
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق