في خطوة تعكس تصاعد المنافسة العالمية في مجال الإنترنت الفضائي، أعلنت شركة "أمازون" عن بدء المرحلة التجريبية لخدمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية تحت الاسم الجديد "أمازون ليو" (Amazon LEO)، وهو الاسم الذي حلّ رسميًا محل مشروع "كويبر" الذي كانت تطوره الشركة خلال السنوات الماضية. وتستهدف "أمازون" من خلال هذا النظام المتقدم منافسة شبكة "ستارلينك" التابعة لـ"سبيس إكس"، والتي تعد حتى الآن اللاعب الأكثر هيمنة في سوق الإنترنت الفضائي.

وأكدت الشركة، في بيان نشرته عبر الإنترنت، أنها بدأت بالفعل في شحن وحدات الهوائيات الطرفية لعدد من العملاء المختارين، من أبرزهم شركات Hunt Energy Network و Vanu، وذلك في إطار التجارب الأولية التي تسبق الإطلاق التجاري الواسع المقرر خلال العام القادم. وستتيح هذه الوحدات للمستخدمين الاتصال المباشر بالشبكة الجديدة والعمل على تقييم الأداء الفعلي للاتصالات في البيئات المختلفة.

الإنترنت الفضائي.. وتستهدف "أمازون ليو" إنشاء شبكة تتكون من أكثر من 3 آلاف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض (LEO)، مما يتيح سرعات إنترنت عالية ودرجة موثوقية أكبر، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات الأرضية التقليدية. وتُخطِّط الشركة لتمكين العملاء من الوصول إلى الشبكة عبر هوائيات شخصية ومحطات اتصال خاصة بالمؤسسات.

منافسة محتدمة مع "ستارلينك"

ورغم أن "أمازون" حققت تقدمًا لافتًا على مستوى الإطلاقات الأخيرة، إلا أنها لا تزال متأخرة مقارنة بـ"ستارلينك"، التي تمتلك اليوم أكثر من 9 آلاف قمر صناعي في المدار وتتمتع بخبرة تشغيلية واسعة حول العالم. وبدأت "أمازون" إطلاق أول دفعة إنتاجية من أقمارها في أبريل الماضي فقط، ولا تزال حصيلتها أقل من 200 قمر حاليًا.

 وتستعد الشركة لإطلاق دفعة جديدة من الأقمار في ديسمبر المقبل على متن صاروخ Atlas 7 التابع لتحالف United Launch Alliance، في إطار خطة تسريع نشر الأقمار للوصول إلى البنية التحتية المطلوبة لتفعيل الخدمة تجاريًا خلال 2025.

تقنيات جديدة وجبهة منافسة أوسع

وفي سياق موازٍ، كشفت "أمازون ليو" عن جيل جديد من هوائيات المستخدم، أبرزها هوائي "LEO Ultra" الذي يُعد الأسرع ضمن فئته من الهوائيات المصفوفة الطورية. ويقدم سرعات تنزيل تصل إلى 1 غيغابيت/ثانية وسرعات رفع تصل إلى 400 ميغابت/ثانية، مع قدرة تحمّل عالية ضد الظروف الجوية القاسية.

كما أعلنت الشركة عن بدء شحن وحدات "LEO Ultra" و"LEO Pro" لعدد من العملاء، من بينهم "جيت بلو إيرويز" وشركة الإنترنت الأسترالية NBN Co، في إطار توسعة شبكة الشراكات العالمية.

منافسة شرسة

وفي الوقت الذي تعزز فيه "أمازون" جهودها في قطاع الفضاء والاتصالات، تواصل "بلو أوريجن" — المملوكة لجيف بيزوس — منافسة "سبيس إكس" أيضًا، حيث نجحت مؤخرًا في استعادة معزز صاروخ "نيو غلين" للمرة الأولى، في خطوة قد تمهد لمنافسة مباشرة لصاروخ "فالكون 9".