دخلت الضاحيةُ الجنوبية لبيروت مجددًا إلى صلب المشهد الأمني، بعدما اغتالت إسرائيل الرجلَ الثاني في حزب الله هيثم علي الطبطبائي، في تطور يُعيد خلط أوراق الساحة اللبنانية ويطرح علامات استفهام حول طبيعة المرحلة المقبلة. وتعد العملية واحدة من أكبر الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، في مشهدٍ أعاد التذكير بعملية استهداف رئيس أركان حزب الله السابق فؤاد شكر في يوليو 2024.
رسائل مباشرة على مستوى الاختراق الأمني
استهداف الطبطبائي لم يكن مجرد ضربة لقيادي بارز داخل الحزب، بل حمل رسالة واضحة مفادها أن قدرة إسرائيل على اختراق المنظومة الأمنية لحزب الله لم تتراجع، بل ربما باتت أكثر عمقًا ونفوذًا. وعلى الرغم من تأكيدات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلال الأشهر الماضية معالجة الثغرات التي كشفت الحزب خلال الحرب وأدت إلى مقتل عدد كبير من قياداته العسكرية والسياسية، فإن العملية الأخيرة جاءت لتضع تلك التصريحات تحت الاختبار.
ثغرات أمنية لم تُغلق بعد
بحسب مراقبين دوليين، تشير القراءة الأولية إلى أن الحزب لا يزال مكشوفًا أمام الضربات الإسرائيلية، خصوصًا أن الاغتيال وقع في قلب منطقة تُعدّ من أكثر مربعاته أمنًا وتحكمًا. كما يأتي التطور في وقت تتحدث فيه تقارير عن جهود لإعادة ترميم البنية العسكرية والاتصالات الأمنية، إلا أن العملية تُظهر استمرار قدرة إسرائيل على الوصول إلى مستويات حساسة داخل الحزب.
إلى ذلك أكد حزب الله مقتل القيادي العسكري البارز هيثم الطبطبائي في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد.
وقال الحزب في بيانه: «يزف حزب الله إلى أهل المقاومة وشعبنا اللبناني القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) الذي ارتقى شهيدًا فداء للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر».
وكانت إسرائيل قد أعلنت اغتيال الطبطبائي، واصفًا إياه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأنه «القائد الأبرز» في الحزب. وجاء الإعلان بعد ساعات من الغارة التي أسفرت، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانيةٍ وعشرين آخرين.
الضاحية من جديد.. ساحة مفتوحة للاشتباك غير المعلن
بهذا الاغتيال، تعود الضاحية الجنوبية إلى الواجهة كأحد أهم مسارح الاشتباك غير المعلن بين الحزب وإسرائيل، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، تُفتح فيها كل الاحتمالات على ما هو أبعد من حدود الضربة نفسها.













0 تعليق