في حدث يؤكد أن الموسيقى قادرة دائمًا على جمع اللبنانيين حول رسالة واحدة، يتحضر لبنان لكي يخطو خطوة جريئة تحمل طابعًا فنيًا وروحانيًا في آنٍ واحد، تتمثل باقترابه من محاولة تسجيل رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس، عبر تنظيم أطول حفل موسيقي متواصل لعيد الميلاد يمتدّ على مدى سبعة أيام كاملة بلا أي توقّف.
الحدث، الذي سيحتضنه مسرح مدرسة القلبين الأقدسين في كفردبيان، لن يشبه أيّ احتفالٍ ميلادي آخر. فبرنامج الحفل سيجري ليلًا ونهارًا من دون أي استراحة لـأكثر من 170 ساعة، حيث ستتوالى الترانيم الميلادية على مدار الساعة، بمشاركة عازفين منفردين، جوقات محترفة، فرق مدرسية، فنانين شباب، إضافة إلى كل من يرغب في أداء تراتيل العيد بصوته. ولن يتخلل الأمسيات أي خطابات أو كلمات أو فقرات تعريفية، بل موسيقى متواصلة تُحافظ على انسجام الحدث، وتُبرز جمال التراتيل بوصفها لغة احتفالية عالمية.
وأشارت إلى أنها سبق ونظمت حفلاً موسيقياً استمرّ على مدى ساعة ونصف الساعة، فكان لديها الفضول لمعرفة ما إذا كان هناك حفلاً استمر لمدة أطول، ومن هنا تم وضع دراسة للسير بالمشروع.
وكشفت أنها تقدمت لمؤسسة غينيس بطلب للمشاركة وأتت الموافقة بعد حوالي الأسبوعين ووضعت المؤسسة شروطها، إلا أن العائق الأكبر هو تأمين التمويل التي تحاول عقيقي أن تتخطاه من خلال التواصل مع أكثر من جهة، خاصة وأنه سيتم منح شهادة مشاركة لجميع الفنانين والعازمين وكل من ساهم بنجاح العمل.
شروط موسوعة غينيس لاحتساب الرقم القياسي تفرض وجود ما لا يقل عن 12 شخصًا في القاعة طوال الوقت، على مدار الأيام السبعة. ولذلك، دُعي اللبنانيون والمقيمون والسياح إلى حضور الحفل في أي ساعة يختارونها بين 16 و23 كانون الأول بما يسمح لكل زائر بأن يكون جزءًا من هذا الإنجاز الجماعي، وأن يشارك في لحظة موسيقية فريدة تُبثّ على مدى أسبوع كامل.
أما للراغبين في المشاركة الموسيقية الفعلية، سواء كمنشدين أو عازفين، فقد حُدِّد 26 تشرين الثاني كآخر موعد للتقديم، علماً أن باب المشاركة مفتوح أمام مختلف الأعمار والخبرات، فالمعيار الأساسي هو الرغبة في المساهمة في هذا الحدث غير المسبوق.
Advertisement
وأعلنت عقيقي أنها كمواطنة لبنانية، تعتبر أن من واجبها إعادة الرونق للبنان خاصة وأن هذا العمل إنسانيّ وميلاديّ بحت بسبب مشاركة جمعيات عدّة من خلال التبرع لها.
وفي الختام، دعت عقيقي الجميع للمشاركة في هذا الحدث العظيم خاصة وأن المواصلات مؤمنة كل 3 ساعات من نقطة محددة في جعيتا يعلن عنها لاحقاً.
لا يقتصر هدف هذا المشروع على تخطي رقم عالمي فحسب، بل يسعى أيضًا إلى إعادة التأكيد على الصورة الثقافية والإنسانية للبنان، موطن الموسيقى والاحتفالات والتقاليد العريقة. وفي زمنٍ يحتاج فيه اللبنانيون إلى بارقة أمل، يشكّل هذا الحفل مساحة لتجديد الروح، ولمّ الشمل، وإعادة بثّ نبض العيد في القلوب.








0 تعليق