قبل أن يبدأ لبنان، وقبل ايام من الزيارة التاريخية للحبر الأعظم قداسة البابا لاوون الرابع عشر، مرحلة الاستعداد لهذه الزيارة، التي ستكون بطبيعة الحال استثنائية لما لها من دلالات سياسية وروحية، شنّت إسرائيل عدوانًا جديدًا عليه. إلاّ أنه لا يُستبعد أن يكون لهذه الزيارة التأثير المباشر على وضعية لبنان، أقّله بالنسبة إلى الحدّ من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، من دون أن يعني ذلك ردع تل أبيب عن القيام بما تُخطّط له على المديين المتوسط والبعيد، وذلك بالاستناد إلى التصريحات اليومية للمسؤولين الإسرائيليين، وآخرها ما قاله رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل ستقوم بكل الخطوات الضرورية لمنع "حزب الله" من استعادة قدراته العسكرية. وهذا يقود المحللين إلى الاستنتاج بأن الحرب على لبنان باتت على قاب قوسين أو أدنى. وقد أقرن القول بالفعل من خلال الضربة القاسية، التي وجهها إلى "حزب الله".
إلاّ أن زيارة البابا إلى لبنان قد يكون لها تأثيرات متعددة، لكن من المهم، في رأي هؤلاء المحللين، أن يفهم المسؤولون في لبنان، وعلى رأسهم القيادة السياسية في حارة حريك، أن ما يمكن أن تحقّقه هذه الزيارة ليس "ردعًا كاملًا" لإسرائيل، بل ربما مجموعة من الضغوطات والدلالات الرمزية والديبلوماسية التي قد تُساهم في تخفيف التصعيد أو إعادة فتح قنوات تفاوضية معينة.
وما يمكن أن يُستنج مما ستحمله هذه الزيارة هو أولاً أن لها بعدًا أخلاقيًا وروحيًا فاعلين. فالبابا يمثل صوتاً للحوار والسلام، وهذا يعطي لبنان منصة رمزية دولية لتعزيز موقعه كرسالة سلام وتعايش في منطقة متوترة. ويُعتقد أن أول استحقاق للزيارة البابوية قد يكون جزءًا من رادع لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة، على الأقل مؤقتاً. فوجود البابا في لبنان وبما يرمز إليه من شأنه أن يلفت الانظار الدولية إلى وضعه المعقّد. فزيارة شخصية دينية على هذا المستوى تجلب اهتماماً كبيراً من المجتمع الدولي، الإعلام، الكنائس العالمية، وربما الحكومات، مما يزيد من الضغط الأخلاقي والديبلوماسي على إسرائيل.
وبحسب تقديرات بعض المحللين، فإن الزيارة البابوية قد تساهم في رفع منسوب الثقة الخارجية بلبنان، خصوصًا بعد المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في ذكرى الاستقلال، وبعد استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعوة رئيس الجمهورية لزيارة واشنطن، وبعد الإشارات الإيجابية، التي تضمنتها رسالة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وهذه الثقة قد تُترجَم دعمًا دوليًا أكبر للبنان، سواء من خلال المساعدات، أو الضغوطات الديبلوماسية، أو من خلال دعم المؤسسات اللبنانية لتعزيز موقف لبنان التفاوضي.
فبعض التحليلات يشير إلى احتمال أن تكون الزيارة البابوية مدخلاً لإحياء مفاوضات بين لبنان وإسرائيل. لكن هذا لا يعني بالضرورة مفاوضات مباشرة، انما قد يكون هناك دور وساطة لتقديم مبادرات أو مقترحات جديدة، خاصة مع توقّع تزايد هذه الضغوطات بعد الزيارة.
لكن ما هو أكيد، بحسب هذه التحليلات، هو أن هذه الزيارة قد تشكّل رادعًا أساسيًا لأي عملية إسرائيلية واسعة في الفترة الفاصلة. من دون أن يعني ذلك بالتأكيد أنها ستمنع الاعتداءات الاسرائيلية، الصغير منها أو الكبير.
فإذا وجه البابا دعوات واضحة لوقف العنف، وهذا هو المرجّح، فإنها قد تُستخدم من قبل الدول الغربية لتضغط على إسرائيل، خصوصًا في المحافل الدولية، أو تستخدم كشرط لدعم سياسي أو اقتصادي للبنان. بالإضافة إلى أن تأثير الفاتيكان في المعادلة الدولية قد يساعد في تحشيد دعم أوسع من الكنائس العالمية والمجتمعات المسيحية لدعم لبنان والضغط من أجل وقف التصعيد.
في المقابل فإن سقف التأثير الفاتيكاني هو ديبلوماسي قبل أن يكون عسكريًا، وبالتالي فإن هذا التأثير على قرار الحرب والسلم محدود بالمقارنة مع الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية التي تتحكم بها إسرائيل.
ومن المتوقع ألا يحمل هذا الردع المؤقت قبل الزيارة أو أثناءها أي ضمانة أكيدة بأن هذا الردع سيكون له تأثير مباشر بعد مغادرة البابا، خصوصًا إذا لم تتبلور آلية تفاوضية قوية.
ولكن ما يقلق الدوائر الفاتيكانية أكثر هو أن الداخل اللبناني منقسم، إذ أن ثمة من يرى أن وتيرة الاستعداد للتفاوض يجب أن يكون أسرع، فيما يستمر "حزب الله" في رفض تسليم سلاحه إلى الجيش. إلاّ أن هذا التناقض في المواقف اللبنانية لن يكون عائقًا أمام الفاتيكان لإيجاد أرضية مشتركة جامعة. وهذا الأمر سيكون من ضمن بنك أهداف زيارة البابا.
وفي الاعتقاد فإن الفاتيكان، على رغم ما لديه من قوة تأثير دولية، يعتمد في تحرّكه على الوسطاء، إذ أن نجاح أي مفاوضات لاحقة يتطلب عمًا دوليًا مواكبًا للتحرك الفاتيكاني، لكي يكون هذا الدعم مستدامًا.
فزيارة البابا إلى لبنان ستكون حتمًا أداة ديبلوماسية مهمة من شأنها أن توصل صوت لبنان إلى المحافل الدولية وإلى عواصم القرار، ولا شكّ في أنها ستحمل رسالة فاعلة لوقف التصعيد أو على الأقل تخفيفه. لكن ليس من المرجح أن تكون كافية لوحدها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.
والأهم من كل ذلك هو كيف يمكن للبنان أن يستثمر هذه الزيارة، وسط تساؤلات كثيرة عمّا إذا كانت ستُستغل كمنصة لتفعيل أي مفاوضات مستقبلية، وبالتالي هل تبدو الجهات الدولية، وبالأخص الجهة الأميركية، على استعداد لدعم مبادرات الفاتيكان لتعميم السلام في لبنان، ومنه إلى المنطقة بأسرها؟
Advertisement
وما يمكن أن يُستنج مما ستحمله هذه الزيارة هو أولاً أن لها بعدًا أخلاقيًا وروحيًا فاعلين. فالبابا يمثل صوتاً للحوار والسلام، وهذا يعطي لبنان منصة رمزية دولية لتعزيز موقعه كرسالة سلام وتعايش في منطقة متوترة. ويُعتقد أن أول استحقاق للزيارة البابوية قد يكون جزءًا من رادع لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة، على الأقل مؤقتاً. فوجود البابا في لبنان وبما يرمز إليه من شأنه أن يلفت الانظار الدولية إلى وضعه المعقّد. فزيارة شخصية دينية على هذا المستوى تجلب اهتماماً كبيراً من المجتمع الدولي، الإعلام، الكنائس العالمية، وربما الحكومات، مما يزيد من الضغط الأخلاقي والديبلوماسي على إسرائيل.
وبحسب تقديرات بعض المحللين، فإن الزيارة البابوية قد تساهم في رفع منسوب الثقة الخارجية بلبنان، خصوصًا بعد المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في ذكرى الاستقلال، وبعد استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعوة رئيس الجمهورية لزيارة واشنطن، وبعد الإشارات الإيجابية، التي تضمنتها رسالة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وهذه الثقة قد تُترجَم دعمًا دوليًا أكبر للبنان، سواء من خلال المساعدات، أو الضغوطات الديبلوماسية، أو من خلال دعم المؤسسات اللبنانية لتعزيز موقف لبنان التفاوضي.
فبعض التحليلات يشير إلى احتمال أن تكون الزيارة البابوية مدخلاً لإحياء مفاوضات بين لبنان وإسرائيل. لكن هذا لا يعني بالضرورة مفاوضات مباشرة، انما قد يكون هناك دور وساطة لتقديم مبادرات أو مقترحات جديدة، خاصة مع توقّع تزايد هذه الضغوطات بعد الزيارة.
لكن ما هو أكيد، بحسب هذه التحليلات، هو أن هذه الزيارة قد تشكّل رادعًا أساسيًا لأي عملية إسرائيلية واسعة في الفترة الفاصلة. من دون أن يعني ذلك بالتأكيد أنها ستمنع الاعتداءات الاسرائيلية، الصغير منها أو الكبير.
فإذا وجه البابا دعوات واضحة لوقف العنف، وهذا هو المرجّح، فإنها قد تُستخدم من قبل الدول الغربية لتضغط على إسرائيل، خصوصًا في المحافل الدولية، أو تستخدم كشرط لدعم سياسي أو اقتصادي للبنان. بالإضافة إلى أن تأثير الفاتيكان في المعادلة الدولية قد يساعد في تحشيد دعم أوسع من الكنائس العالمية والمجتمعات المسيحية لدعم لبنان والضغط من أجل وقف التصعيد.
في المقابل فإن سقف التأثير الفاتيكاني هو ديبلوماسي قبل أن يكون عسكريًا، وبالتالي فإن هذا التأثير على قرار الحرب والسلم محدود بالمقارنة مع الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية التي تتحكم بها إسرائيل.
ومن المتوقع ألا يحمل هذا الردع المؤقت قبل الزيارة أو أثناءها أي ضمانة أكيدة بأن هذا الردع سيكون له تأثير مباشر بعد مغادرة البابا، خصوصًا إذا لم تتبلور آلية تفاوضية قوية.
ولكن ما يقلق الدوائر الفاتيكانية أكثر هو أن الداخل اللبناني منقسم، إذ أن ثمة من يرى أن وتيرة الاستعداد للتفاوض يجب أن يكون أسرع، فيما يستمر "حزب الله" في رفض تسليم سلاحه إلى الجيش. إلاّ أن هذا التناقض في المواقف اللبنانية لن يكون عائقًا أمام الفاتيكان لإيجاد أرضية مشتركة جامعة. وهذا الأمر سيكون من ضمن بنك أهداف زيارة البابا.
وفي الاعتقاد فإن الفاتيكان، على رغم ما لديه من قوة تأثير دولية، يعتمد في تحرّكه على الوسطاء، إذ أن نجاح أي مفاوضات لاحقة يتطلب عمًا دوليًا مواكبًا للتحرك الفاتيكاني، لكي يكون هذا الدعم مستدامًا.
فزيارة البابا إلى لبنان ستكون حتمًا أداة ديبلوماسية مهمة من شأنها أن توصل صوت لبنان إلى المحافل الدولية وإلى عواصم القرار، ولا شكّ في أنها ستحمل رسالة فاعلة لوقف التصعيد أو على الأقل تخفيفه. لكن ليس من المرجح أن تكون كافية لوحدها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.
والأهم من كل ذلك هو كيف يمكن للبنان أن يستثمر هذه الزيارة، وسط تساؤلات كثيرة عمّا إذا كانت ستُستغل كمنصة لتفعيل أي مفاوضات مستقبلية، وبالتالي هل تبدو الجهات الدولية، وبالأخص الجهة الأميركية، على استعداد لدعم مبادرات الفاتيكان لتعميم السلام في لبنان، ومنه إلى المنطقة بأسرها؟







0 تعليق