أثار تقرير هيئة الرقابة المستقلة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية جدلًا واسعًا بعدما أكد أن وزير الحرب بيت هيغسيث قد ساهم، عبر تطبيق سيجنال، في تعريض القوات الأمريكية للخطر أثناء مناقشة تفاصيل عمليات عسكرية في اليمن.
وأوضح التقرير أن استخدام هيغسيث لتطبيق سيجنال خلال تبادل رسائل حول الضربات العسكرية ضد الحوثيين تضمن معلومات حساسة كان من الممكن أن تؤثر على مسار العمليات، ما جعل قضية تطبيق سيجنال محور نقاش داخل مؤسسات الأمن القومي.
وأشار مكتب المفتش العام إلى أن وجود تفاصيل عن توقيت الضربات والطائرات المشاركة داخل تلك المحادثات يثير أسئلة تتعلق بسلامة الجنود والسرية العسكرية، وهو ما يعكس خطورة مشاركة بيانات من هذا النوع خارج القنوات الرسمية التابعة لـ البنتاجون.
ورغم أن التحقيق أكد أن هيغسيث لم ينتهك قواعد التصنيف بصفته مخولًا برفع السرية، فإن نتائج الرقابة أشارت إلى أن تصرفاته لم تكن منسجمة مع معايير الحفاظ على المعلومات السرية، خصوصًا أن مجموعات سيجنال التي شارك فيها ضمت أفرادًا من خارج الدوائر الأمنية، بينهم زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
وتناول التقرير تفاصيل حادثة تطبيق سيجنال التي بدأت عندما كشفت مجلة «أتلانتيك» أن رئيس تحريرها كان ضمن محادثة عبر التطبيق شارك فيها مسؤولون أمريكيون معلومات مباشرة عن ضربات ضد الحوثيين، بما في ذلك توقيت العملية قبل تنفيذها بساعات.
وتضمن التسريب رسائل من هيغسيث نفسه، إضافة إلى معلومات استخباراتية نقلها مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز عن تأثير الضربات على أرض الواقع، ما وضع الضربة العسكرية في سياق حساس من حيث إدارة المخاطر وتدفق البيانات.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن لجنة الرقابة داخل الكونجرس اطلعت على النسخة السرية من تقرير المفتش العام داخل منشأة مغلقة، وأن نسخة منقحة جزئيًا من التقرير ستُنشر لاحقًا للجمهور. وورد في البيان أن الضربات العسكرية التي جرى تناقل معلومات عنها استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن خلال مارس الماضي، وأن الوزير شارك تفاصيل دقيقة عن القوات المشاركة، بما في ذلك مسارات الطائرات والصواريخ المستخدمة.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة انتقادات متزايدة بشأن سياسة الاستهداف البحري ضد قوارب يُشتبه بتهريبها المخدرات، وهي عمليات يرى بعض الخبراء أنها تندرج ضمن نطاق القتل خارج القانون.
وتوضح قضية تسريب سيجنال حجم الضغوط التي يتعرض لها البنتاجون لإعادة تقييم قواعد التواصل الأمني وضمان عدم تكرار حالات مشابهة قد تُعرّض القوات الأمريكية أو عملياتها المستقبلية لمخاطر غير محسوبة.











0 تعليق