أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، اليوم الأربعاء، أن روسيا لا تنوي إنشاء قاعدة عسكرية في جمهورية مدغشقر، مجددًا موقف بلاده الرسمي تجاه التعاون مع الدولة الأفريقية الواقعة في المحيط الهندي. وأوضح فيرشينين في مقابلة تلفزيونية أن هدف روسيا الأساسي هو تعزيز الشراكة التنموية مع مدغشقر، والمساهمة في تخفيف التوترات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، بعيدًا عن أي أهداف عسكرية.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن روسيا تركز على دعم مشروعات التنمية المستدامة في مدغشقر، بما يشمل التعاون الاقتصادي، والاستثماري، والتعليم، والبنية التحتية، مؤكدًا أن موسكو ملتزمة بمبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف أن العلاقات الروسية المدغشقية تقوم على أسس صداقة طويلة الأمد، وأن موسكو تسعى لتعزيزها في إطار التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي دون أية أهداف عسكرية أو استراتيجية بعيدة المدى.
وأكد فيرشينين أن روسيا تنظر إلى مدغشقر كشريك هام في المحيط الهندي، وأن الدعم الروسي سيتركز على المبادرات الإنسانية والاجتماعية التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين، وتقليل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي للبلاد. ولفت إلى أن روسيا تعمل على تنسيق جهودها مع الحكومة المدغشقية والمجتمع الدولي لدعم برامج التنمية المستدامة، بما يشمل التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة، والزراعة، دون أي أبعاد عسكرية.
وأوضح نائب وزير الخارجية أن بعض التقارير التي تحدثت عن احتمال إنشاء قاعدة روسية في مدغشقر “مبالغ فيها”، وأن موسكو ملتزمة بالشفافية في كل ما يخص تعاونها مع الدول الأفريقية. وأضاف أن روسيا تؤمن بأهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المحيط الهندي من خلال التعاون السياسي والاقتصادي، وليس عبر نشر القوات العسكرية في الدول الشريكة.
وشدد فيرشينين على أن سياسة روسيا تجاه إفريقيا تقوم على الاحترام المتبادل والشراكة البناءة، مع التركيز على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم مشاريع البنية التحتية، والاستثمار في مجالات التعليم والصحة والطاقة المتجددة، بما يحقق مصالح الشعوب ويعزز استقرار المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالقارة الإفريقية، خصوصًا في مناطق المحيط الهندي، حيث تسعى العديد من القوى العالمية إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، بينما تحرص روسيا على تقديم نموذج تعاون قائم على التنمية والاستقرار بعيدًا عن أي أبعاد عسكرية.












0 تعليق