أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، عن سعادته بزيارة الصين، التي وصلها برفقة زوجته بريجيت، في زيارة رسمية تعد الرابعة له منذ توليه منصبه رئيسًا للجمهورية الفرنسية. تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحديات متعددة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث يركز العالم على جهود إعادة التوازن الاقتصادي وتعزيز السلم والاستقرار في مناطق الصراع.
وأوضح ماكرون، في تصريحات للصحفيين لدى وصوله بكين، أن جدول مباحثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينج سيتناول القضايا الدولية الملحة، لا سيما سبل تعزيز السلام العالمي، وإيجاد حلول عملية للتحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الكبرى، مؤكدًا أن فرنسا ملتزمة بالعمل مع الصين لإيجاد توازن اقتصادي يخدم مصالح جميع الأطراف.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن العلاقات الفرنسية الصينية شهدت تطورًا ملموسًا خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس حرص باريس على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع بكين في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد، والاستثمار، والطاقة المستدامة، والابتكار التكنولوجي. كما أكد ماكرون أن فرنسا تولي أهمية كبيرة للشراكة مع الصين في القضايا متعددة الأطراف، مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، فضلًا عن دعم الحوار الدولي للحفاظ على الأمن والسلم العالميين.
وأضاف ماكرون أن المباحثات ستتضمن تبادل وجهات النظر حول الأزمات الإقليمية الراهنة، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لإيجاد حلول سلمية ومستدامة، مع الالتزام بمبادئ احترام السيادة الوطنية وحقوق الشعوب في تحقيق الأمن والاستقرار. وأكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا والصين تتحملان مسؤولية مشتركة في دعم الاستقرار الاقتصادي العالمي من خلال تعزيز التبادلات التجارية، وتشجيع الاستثمارات، ودعم الابتكار والتقنيات الحديثة التي تساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.
من جانبه، من المتوقع أن يناقش الرئيس الصيني شي جين بينج خلال اللقاء سبل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين، مع التركيز على المشاريع الاقتصادية الكبرى، ومجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا المتقدمة، بما يعزز مصالح الصين وفرنسا على حد سواء، ويتيح فرصًا أوسع للشركات الفرنسية والصينية على المستوى الدولي.
ويأتي هذا اللقاء في إطار سياسة فرنسا الرامية إلى تعزيز حضورها الدولي عبر توطيد العلاقات مع القوى الاقتصادية الكبرى، بما يسهم في تحقيق التوازن الاقتصادي العالمي، ودعم جهود الاستقرار والسلام في مناطق النزاع. كما تعكس الزيارة حرص باريس على مواصلة الحوار مع الصين في القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، بما يضمن مصالح شعبي البلدين والعالم بشكل عام.












0 تعليق