أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن أيّ ضربة عسكرية أمريكية على الأراضي الكولومبية ستُعد تهديدًا مباشرًا لـ العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرًا أنها قد تتحول إلى ما يشبه "إعلان حرب" يغيّر مسار التعاون القائم منذ عقود.
وجاء موقفه الحاد ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية توجيه ضربات ضد عصابات المخدرات في دول أمريكا الجنوبية، وهو ما أثار قلقًا رسميًا في بوغوتا حول مستقبل العلاقات الثنائية التي تُعد إحدى الركائز السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
وقال بيترو في منشور على منصة "إكس" موجّهًا حديثه لترامب إنه يدعوه إلى زيارة كولومبيا للاطلاع بنفسه على الجهود الضخمة التي تبذلها حكومته يوميًا لتدمير مختبرات تصنيع المخدرات ومنع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الكولومبي أن بلاده دمّرت خلال فترة ولايته أكثر من 18،400 مختبر بدون إطلاق "صاروخ واحد"، مشيرًا إلى أن العمليات تتم بوتيرة عالية تصل إلى تدمير منشأة كل أربعين دقيقة. وشدد على أن هذه الجهود تمثل أحد أهم ملامح التعاون الأمني ضمن مسار العلاقات الثنائية المستمرة منذ عقود.
وأضاف بيترو أن احترام سيادة كولومبيا خط أحمر، وأن أي محاولة للتهديد أو التدخل العسكري ستوقظ ما وصفه بـ"النمر"، في إشارة إلى رد فعل قد يكون قاسيًا وغير متوقع، مؤكدًا أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار العلاقات الثنائية التي بنيت على مدى 200 عام.
وأبرز أن بلاده منفتحة دائمًا على التنسيق المشترك ومحاربة الجريمة المنظمة، لكن ضمن حدود السيادة الوطنية، وهو ما يشكل إحدى القيم الأساسية التي قامت عليها العلاقات الثنائية عبر التاريخ.
وشدد الرئيس الكولومبي على أن مهاجمة السيادة تُعد خطوة غير مقبولة سياسيًا ودبلوماسيًا، مؤكدًا أن الحفاظ على الحوار والتعاون الأمني والاقتصادي هو الطريق الوحيد لضمان استقرار المنطقة ومنع تفاقم التوترات.
وجاء هذا التحذير ليعكس حساسية اللحظة، خاصة في ظل استمرار النقاش داخل الولايات المتحدة حول آليات محاربة عصابات المخدرات، وما إذا كان التدخل العسكري يمكن أن يكون خيارًا مطروحًا.











0 تعليق