في واقعة أثارت اهتمام الرأي العام الروسي، تسببت عبوة شاي صينية تحتوي على مستخلص القنّب في سحب رخصة قيادة رجل من سكان سانت بطرسبرج، بعد أن أثبتت التحاليل وجود آثار مخدرات في جسده رغم تأكيده أنه لم يتعاطَ أي مواد ممنوعة بشكل مباشر.
وبين جدل حول المسؤولية القانونية، ومفاجأة من نوع جديد في سوق المنتجات العشبية، أصبحت هذه الحادثة نموذجًا نادرًا لكيفية تسبب مشروب عادي في مشكلة قانونية كبرى.
سائق يتناول شايًا… فيقع في مأزق قانوني
أعلنت داريا ليبيديفا، رئيسة المكتب الصحفي الموحد لمحاكم سانت بطرسبرج، أن ديمتري أجافونوف — وهو سائق سيارة من نوع Chevrolet Klac — جرى إيقافه في 16 سبتمبر 2025 أثناء عبوره جسر أوكتيابرسكايا وهو في “حالة غير متوازنة”.
الشرطة، التي لاحظت علامات الارتباك عليه، قامت بأخذ عينات بيولوجية أثبتت وجود آثار مادة القنّب في جسده، ما دفعها لتحرير محضر وإحالته للمحاكمة.
التحقيق يفجر المفاجأة: “شاي القنب الصيني” هو السبب
أمام المحكمة، اعترف ديمتري بظهور المادة في عينته، لكنه كشف عن السبب المفاجئ:
لقد تناول شايًا صينيًا مكتوبًا على عبواته أنه يحتوي على القنّب أو الماريجوانا إلى جانب أوراق الشاي التقليدية.
وقالت ليبيديفا عبر قناتها على تيليجرام:
“ديمتري لديه شاي مثير للاهتمام. المهم أنه أدرك خطأه، ونحن على ثقة أنه لن يشرب هذا الشاي مرة أخرى”.
القضية أثارت تساؤلات حول خطورة بعض المنتجات العشبية المستوردة، ومدى وعي المستهلكين بمحتوياتها، خاصة تلك التي قد تحمل مكونات مؤثرة على الجهاز العصبي دون أن يدركوا طبيعتها القانونية.
قرار المحكمة: سحب الرخصة وغرامة باهظة
محكمة الدائرة القضائية رقم 142 أصدرت حكمًا يقضي بـ: سحب رخصة القيادة لمدة عام وتسعة أشهر، فرض غرامة قيمتها 45 ألف روبل
ورغم أن ديمتري أكد أنه لم يكن يعلم بتأثير الشاي عليه، فإن المحكمة اعتبرت أن القيادة تحت تأثير أي مادة مخدرة — أيا كان مصدرها — تشكل خطراً على السلامة العامة ولا تُعفى من المسؤولية القانونية.
أسئلة تفتحها القضية: هل نعرف ما نستهلكه؟
تسلط هذه الحادثة الضوء على انتشار منتجات عشبية “بديلة” أو “طبيعية” لكنها قد تحتوي على مركبات ذات تأثير نفسي.
كما تثير الجدل حول مسؤولية الشركات الأجنبية واستيراد الأعشاب الغريبة دون تحذيرات واضحة للمستهلك.
في النهاية، يتحول “شاي القنب الصيني” من مجرد مشروب مثير للفضول إلى درس قانوني حاسم حول ضرورة معرفة ما نستهلكه، وكيف يمكن أن تقود أبسط العادات اليومية إلى قرارات قضائية صارمة.















0 تعليق