موكب مدجج بالسلاح لطفل يثير غضب ليبيا: “ابن القائد تحت الحراسة!"

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار مقطع فيديو متداول في ليبيا موجة واسعة من الغضب والاستنكار، بعد أن أظهر موكبًا مسلّحًا ومصفّحًا يرافق نجل قائد الكتيبة 55، معمّر الضاوي، من مدرسته الابتدائية إلى منزله، في مشهد بدا أقرب إلى تحركات كبار المسؤولين أو الشخصيات السياسية البارزة، وليس مجرد طفل عائد من يوم دراسي عادي.

الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّق دخول عدد من السيارات العسكرية والمصفّحة، بعضها مجهّز بأسلحة ثقيلة وأخرى رباعية الدفع، إلى ساحة المدرسة لتأمين خروج الطفل وسط حراسة مشددة، مما أثار تساؤلات حادة حول حدود نفوذ الميليشيات واستخدامها لمقدرات الدولة في الأغراض الشخصية.

انتقادات لاذعة من ناشطين ليبيين

الواقعة لم تمر مرور الكرام، إذ عبّر عشرات الناشطين عن استيائهم من “الاستعراض المفرط للقوة”، واعتبروه دليلاً على الفوضى الأمنية واستغلال النفوذ في المناطق التي تهيمن عليها التشكيلات المسلحة.
كتب أحد الناشطين على صفحته قائلًا: “هذا ليس تحشيدًا لمواجهة ولا استعدادًا لحدث رسمي، بل رتل من السيارات المصفحة يدخل مدرسة ابتدائية فقط لنقل ابن معمّر الضاوي إلى المنزل!”.
أما آخر فغرّد قائلاً: “سيارات عسكرية كان من المفترض أن تحمي الحدود وتؤمن الشوارع، أصبحت مخصصة لمرافقة أطفال قادة الميليشيات من وإلى المدارس”.

من جانبها، تساءلت إحدى المستخدمات عبر فيسبوك: “كأنه موكب رئيس دولة، وليس طفلًا صغيرًا، هذا استعراض للقوة واستهتار بمشاعر الناس، أين الدولة من كل هذا؟”.

مؤشرات على تغوّل الميليشيات في الغرب الليبي

تأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه الانتقادات للنفوذ المتصاعد للميليشيات المسلحة، خصوصًا في العاصمة طرابلس وضواحيها، حيث باتت تمتلك نفوذًا واسعًا يتجاوز الدور الأمني إلى السيطرة الاقتصادية والإدارية في بعض المناطق.
ويرى مراقبون أن هذا المشهد يختصر حالة “التمكين الميليشياوي” التي يعيشها الغرب الليبي، حيث تُستغل الموارد العامة والعتاد العسكري لأغراض شخصية، بعيدًا عن أي رقابة أو محاسبة.

انعكاسات على صورة الدولة الليبية

أعاد هذا المشهد الجدل حول غياب سلطة الدولة في ليبيا، حيث اعتبره مراقبون مثالًا صارخًا على اختلاط النفوذ العسكري بالمدني، واستخدام السلاح في غير موضعه. كما رأى آخرون أن مثل هذه الممارسات تضرّ بجهود استعادة هيبة المؤسسات الأمنية، وتقدم للعالم صورة سلبية عن الواقع الليبي الذي لا يزال يرزح تحت سطوة المجموعات المسلحة وتغوّلها على الحياة اليومية للمواطنين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق