اجتماع نتنياهو وكوشنر يعيد خلط أوراق الهدنة في غزة.. ضغوط أميركية لحل أزمة أنفاق رفح ومقاتلي حماس

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، اجتماعاً مطولاً مع جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبحث سبل تنفيذ الخطة الأمريكية الرامية إلى إنهاء حرب غزة، والدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه واشنطن.

وقف إطلاق النار يقلّص العنف ويفتح الباب لمرحلة تفاوضية حساسة

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب نتنياهو، شوش بدروسيان، خلال مؤتمر صحفي أن اللقاء تناول تفاصيل المرحلة الأولى الجارية حالياً، والمرحلة الثانية التي تشمل نزع سلاح حركة حماس، و"ضمان ألا يكون للحركة أي دور في مستقبل غزة"، على حد قولها.

بدأ اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الماضي، وأسفر عن تراجع ملحوظ لأعمال العنف، إضافة إلى الإفراج عن القسم الأكبر من الرهائن الإسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتزامن الاجتماع مع جهود دبلوماسية مكثفة تقودها واشنطن لتثبيت الهدنة وتحويلها إلى خطة شاملة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في غزة، وسط خلافات بشأن مصير نحو 200 من عناصر حماس المحاصرين داخل أنفاق رفح.

خلاف حول مصير مقاتلي حماس في الأنفاق

ومن جانبها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الحكومة تناقش، بالتنسيق مع إدارة ترامب، آلية التعامل مع المقاتلين المحاصرين في الأنفاق، بينما تضغط واشنطن للسماح بمرور آمن لهم مقابل تسليم أسلحتهم أو ترحيلهم إلى دولة ثالثة.

232.png
نتنياهو 

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن المقترح الأمريكي يهدف إلى تفادي انهيار الهدنة وتجنب أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى تجدد القتال.

وفي المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين فلسطينيين أن الوسطاء الإقليميين حذروا من أن محاولة اقتحام الأنفاق بالقوة قد تعيد إشعال الحرب وتنسف كل جهود وقف إطلاق النار.

كوشنر ينسّق مع نتنياهو لتشكيل سلطة انتقالية في غزة

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن مباحثات نتنياهو وكوشنر شملت ملف الحكم الانتقالي في غزة، حيث تسعى واشنطن إلى إنشاء هيئة إدارة مدنية جديدة لا تضم عناصر من حماس، إلى جانب قوة دولية تتولى حفظ الأمن والإشراف على إعادة إعمار القطاع.

وأوضحت التقارير أن الإدارة الأمريكية تعتبر حل أزمة المقاتلين المحاصرين "مشروعاً تجريبياً" لبدء عملية نزع سلاح تدريجية لحماس، بما يضمن تهيئة بيئة آمنة لتنفيذ الخطة الأمريكية الكاملة.

الدور التركي المفاجئ: ممر آمن ومبادرة إنسانية

وفي تطور لافت، أعلن مسؤول تركي رفيع أن أنقرة تعمل على تأمين ممر آمن لحوالي 200 شخص عالقين في الأنفاق جنوب غزة، بعد نجاحها مؤخراً في تسليم رفات الجندي الإسرائيلي هدار جولدن الذي قُتل عام 2014.

وأكد المسؤول أن هذه الجهود "تعكس التزام حركة حماس بوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن تركيا، بصفتها طرفاً موقّعاً على اتفاق الهدنة، تسعى إلى "منع أي تصعيد يهدد استقرار المنطقة .

تسليم جثامين فلسطينيين واستمرار التنسيق عبر الصليب الأحمر

وفي السياق ذاته، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن إسرائيل سلّمت، الاثنين، 15 جثماناً جديداً من القتلى عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليرتفع عدد الجثامين المستلمة منذ بدء الهدنة إلى 315 جثماناً، تم التعرف حتى الآن على 89 منها.

وأوضحت المصادر أن هذه الدفعة هي الثانية عشرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لا يزال صامداً رغم التوترات المتقطعة في جنوب القطاع.

تحركات موازية في باريس وبيروت

من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس، بعد اعتراف فرنسا الرسمي بدولة فلسطين في سبتمبر 2025، في خطوة تعزز الدعم الأوروبي للمسار السياسي الجديد في المنطقة.

وفي المقابل، كشفت وكالة رويترز أن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني لتكثيف حملاته ضد سلاح حزب الله، فيما رفضت بيروت تنفيذ عمليات تفتيش للممتلكات الخاصة خشية تفجير نزاعات داخلية.

وأكدت المصادر الأمنية اللبنانية أن الجيش عثر خلال عمليات التمشيط الأخيرة على 50 نفقاً وأكثر من 50 صاروخاً موجهاً في الجنوب، متعهداً بإعلان المنطقة خالية من السلاح قبل نهاية عام 2025.

 خريطة سياسية جديدة تتشكل في صمت

يأتي اجتماع نتنياهو وكوشنر في لحظة مفصلية في مسار الأزمة الغزية، حيث تحاول واشنطن فرض معادلة جديدة تقوم على التهدئة مقابل إعادة الهيكلة السياسية والأمنية للقطاع.

غير أن مصير المقاتلين المحاصرين في أنفاق رفح، والدور المستقبلي لحماس، يشكلان عقدة المفاوضات الأساسية، التي قد تحدد ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيبقى قائماً، أم أن غزة على موعد مع جولة جديدة من المواجهة تحت غطاء الدبلوماسية الأمريكية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق