تقرير أميركي: كيف تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار بين حزب الله وحماس وإسرائيل؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكرت صحيفة "Washington Examiner" الأميركية أن "الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات في لبنان وغزة هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص على الرغم من وقف إطلاق النار مع حزب الله وحماس. وشنّت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات على غزة يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصًا، وقالت إنّها جاءت ردًا على إطلاق مسلحين النار على جنود قرب مدينة خان يونس الجنوبية. وقبل ذلك بيوم، شنّت إسرائيل غارات على جنوب لبنان، أسفرت عن استشهاد نحو اثني عشر شخصًا وإصابة آخرين في مخيم للاجئين، وزعمت إسرائيل أن حماس، في لبنان، تستخدم المخيم لشنّ هجمات على تل أبيب، وهو ما نفته حماس".

Advertisement


وبحسب الصحيفة، "تهدد هذه العمليات المستمرة ومدى التزام الأطراف بالاتفاقيات بإغراق المنطقة مرة أخرى في حالة حرب. ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ قبل أكثر من شهر بقليل، بينما بدأ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام. ودعا كلا الاتفاقين القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من غزة ولبنان مقابل نزع سلاح حماس، ونزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني. وقالت روزماري كيلانيك، مديرة شؤون الشرق الأوسط في أولويات الدفاع، للصحيفة: "أعتقد أن إسرائيل تواصل الضغط من أجل تحقيق أهدافها في كل مكان تستطيع الوصول إليه في المنطقة"، مضيفة أنه على الرغم من وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لديها "نمط ثابت إلى حد ما في الاستمرار في الضغط من أجل تحقيق الميزة، حتى عندما يكون وقف إطلاق النار ساريًا على مستوى منخفض، بحيث لا تتلقى أي نوع من ردود الفعل السلبية من الولايات المتحدة لقيامها بذلك"."

لبنان

وتابعت الصحيفة، "بدأ حزب الله وإسرائيل هجمات جوية عبر الحدود في اليوم التالي لهجوم حماس الإرهابي في 7 تشرين الأول 2023، والذي كان الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. وتبادل الطرفان إطلاق الصواريخ والقذائف لمدة عام تقريبًا، إلى أن بدأت القوات الإسرائيلية حملة برية استهدفت حزب الله ومخزونات أسلحته، كما ونفذت القوات الإسرائيلية عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في أيلول الماضي. وها هي إسرائيل تستمر في تنفيذ ضرباتها في جنوب لبنان. وقال المبعوث الأميركي توم برّاك في وقت سابق من هذا الشهر: "إسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًا. لماذا؟ لأن آلاف الصواريخ والقذائف لا تزال تُهددها. لقد كانوا واضحين تمامًا. بعد 7 تشرين الأول، قالت إسرائيل: سندافع عن حدودنا... ضعوا أسلحتكم يا حزب الله جانباً، ولن نواجه أي مشكلة"."

وأضافت الصحيفة، "إن حزب الله، بالإضافة إلى كونه منظمة إرهابية أجنبية صنفتها الولايات المتحدة، هو أيضاً جزء من الحكومة اللبنانية، وقد قال برّاك خلال حوار المنامة الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية هذا الشهر، إنه لا يعتقد أنه "من المعقول أن نطلب من لبنان نزع سلاح أحد أحزابه السياسية بالقوة" بسبب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية. وقال برايان كارتر، مدير أبحاث مشروع التهديدات الحرجة في معهد American Enterprise، للصحيفة: "المشكلة الرئيسية، برأيي، هي أن حزب الله منع الجيش اللبناني من إتمام عملية نزع سلاحه. ونتيجة لذلك، يزداد إحباط الإسرائيليين من عجز الجيش عن نزع سلاح الحزب، ولذلك نرى الضربات وما شابه"."

وبحسب الصحيفة، " كان اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجانبان العام الماضي يهدف إلى فرض قرار الأمم المتحدة الذي لم يتم تنفيذه قبل عقدين من الزمن. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر بأن الجيش الإسرائيلي "سيتخذ الإجراءات اللازمة" إذا عجز الجيش اللبناني عن نزع سلاح حزب الله، وأدلى بتصريحات مماثلة بشأن حماس في غزة".

غزة

وتابعت الصحيفة، "اتفقت إسرائيل وحماس على إنهاء الحرب الشهر الماضي، وصمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير على الرغم من بعض الهجمات الجانبية. وانسحبت القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة، وسُمح للفلسطينيين بالعودة إلى الأجزاء الشمالية من القطاع. والجدير بالذكر أن حماس لم توافق على نزع سلاحها حتى لو ضمن ذلك سلامًا دائمًا. وصوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يؤيد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، والمكونة من عشرين نقطة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلا أن القرار لم يُحل قضيتين جوهريتين حالتا دون نجاح المفاوضات السابقة، وهما نزع سلاح حماس، وإيجاد سبيل لإقامة دولة فلسطينية، وقد كانت القضية الأخيرة عاملاً أساسياً في دعم العديد من الدول العربية للخطة. في الواقع، لا تزال حماس تتمتع ببعض القدرات على الرغم من إضعافها بشكل كبير بسبب الصراع المطول مع الجيش الإسرائيلي الأكثر تقدما".

إيران

وبحسب الصحيفة، "لطالما وفّرت إيران الموارد لعدد من الجماعات المسلحة المتحالفة معها في المنطقة، بما في ذلك حماس وحزب الله، وقد استغلّت هذه الجماعات "محور المقاومة" لعقود لاستهداف إسرائيل، لكنها امتنعت عن شنّ هجمات عسكرية مباشرة عليها حتى حرب 7 تشرين الأول. في حزيران الماضي، شنّت إسرائيل وإيران غارات جوية مكثفة استمرت 12 يومًا، وانضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في مهمة استهدفت ثلاثًا من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا. اتفق الجانبان على إنهاء الصراع بعد أقل من أسبوعين، لكن عقودًا من العداء لا تزال عالقة في أذهان قادة البلدين. ورغم الحرب التي استهدفت فيها القوات الإسرائيلية القادة العسكريين والعلماء النوويين والبنية التحتية النووية، فإن القادة الإيرانيين يقولون إنهم مستعدون لمعركة جديدة. وصرّح وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي لصحيفة الـ"Economist" هذا الأسبوع قائلاً: "صواريخنا في وضع أفضل، كمًا ونوعًا. لقد تعلمنا دروسًا كثيرة خلال حرب الاثني عشر يومًا. فهمنا نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا، ونقاط ضعف الإسرائيليين. عملنا على كل هذه النقاط، ونحن على أتم الاستعداد، حتى أفضل من المرة السابقة. هذا لا يعني أننا نريد الحرب".

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق