في خطوة أثارت موجة جدل واسعة داخل إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختيار أمينه العسكري، اللواء رومان جوفمان، لرئاسة جهاز الموساد، مع تكشف تقارير إعلامية عن دور غير معلن لزوجته سارة نتنياهو في عملية التعيين، وهو ما أعاد إلى الأذهان النقاش حول تأثيرها على التعيينات الأمنية العليا داخل الدولة.
وبحسب تقرير بثته القناة 13 الإسرائيلية، فقد أجرى جوفمان محادثة مطوّلة مع سارة نتنياهو قبل تثبيته في المنصب، حيث تناولت هذه المحادثة أسئلة تفصيلية حول مواقفه السياسية وتطلعاته المهنية، ما أعاد الجدل حول حجم النفوذ الذي تمارسه زوجة رئيس الوزراء في القرارات الأمنية.
سوابق مشابهة توضح النفوذ
التقرير أشار إلى عدة سوابق مشابهة، أبرزها شهادة اللواء جاي تسور الذي كشف أنه استُدعي عام 2012 إلى منزل رئيس الوزراء لإجراء مقابلة لمنصب السكرتير العسكري خلال عملية “عمود السحاب”، وقال إنه بعد دقائق قليلة من مقابلة نتنياهو تدخلت سارة نتنياهو وأجرت معه محادثة مطوّلة استغرقت حوالي 45 دقيقة، وطرحت خلالها أسئلة مفصّلة حول مواقفه السياسية، ليعلم بعد ذلك أنه لن يحصل على المنصب، ما يعكس تأثيرها المباشر في القرارات المصيرية داخل المنظومة الأمنية.
دورها في التعيينات السابقة
لم يقتصر نفوذ سارة على جوفمان، بل امتد إلى تعيينات سابقة، بما في ذلك رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، حيث شهدت وثائق قضائية أن كوهين وعد بإظهار الولاء الشخصي لنتنياهو وزوجته عند الترويج لترشيحه عام 2013، كما نقلت شهادة رئيس الموساد الأسبق مئير داغان عن اجتماع رسمي في مقر إقامة رئيس الوزراء انضمت إليه سارة بشكل مفاجئ، حين أكد نتنياهو قائلاً: “نعم نعم.. هي شريكة في كل شيء”، مما يعكس الدور المستمر الذي تلعبه في الشؤون الأمنية العليا.
جوفمان رئيس الموساد القادم
يُعد رومان جوفمان ثاني رئيس للموساد يتم اختياره من خارج الجهاز منذ فترة مئير داغان، ومن المتوقع أن يتولى منصبه في يونيو 2026، وسط ترحيب من أوساط الائتلاف الحاكم، في حين سادت حالة من المفاجأة والجدل داخل صفوف الموساد بشأن هذا الاختيار غير التقليدي.
وتبرز هذه التطورات مجددًا الجدل حول دور زوجات القادة في القرارات الأمنية الاستراتيجية في إسرائيل، وهو موضوع يثير انتقادات وتساؤلات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه.

















0 تعليق