أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، مقتل ياسر أبو شباب زعيم قائد ميليشيا مسلحة في شرق رفح في قطاع غزة، في أعقاب ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"نزاع داخلي".
عملية اغتيال نفذها مسلحون شرق رفح
ووفق الإعلام العبري، قُتل إثر إطلاق نار مرتبط بشجار بين عائلات محلية. وذكرت القناة 14 أن أبو شباب قُتل في ظروف غامضة، بينما وصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الحادثة بأنها عملية اغتيال نفذها مسلحون شرق رفح.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن أحد الأعضاء داخل الميليشيا أن اشتباكًا بين عدة عائلات تطور إلى إطلاق نار، مشيراً إلى أن أحد المشاركين أطلق النار على أبو شباب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه قُتل، على الرغم من أن الميليشيا ادعت أنه نجا وأصرت على أن حماس لم تكن متورطة في الحادث.
نقل إلى مستشفى في إسرائيل
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن أبو شباب أصيب بجروح خطيرة ونقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل حيث توفي متأثرا بجراحه.
ولم يصدر أي بيان رسمي من أي جهة، فيما لا تزال ملابسات إطلاق النار غير واضحة.
وأبو شباب، من مواليد عام 1993 وينتمي إلى قبيلة الترابين البدوية، قاد القوات الشعبية، وهي ميليشيا مدعومة من إسرائيل تعمل ضد حماس وفصائل فلسطينية أخرى.
دعم عسكري من إسرائيل
وتشمل خلفيته العديد من المواجهات مع حركة حماس، التي سجنته في السابق بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات والسرقة. وقد تمكن من الفرار من سجن حماس وسط فوضى الحرب الأخيرة، وتمكن من فرض سيطرته على أجزاء من شرق رفح بدعم إسرائيلي.
وفي وقت لاحق، تمركزت ميليشياته حول قوافل المساعدات الإنسانية الداخلة إلى الجنوب، حيث اتهمها الفلسطينيون على نطاق واسع بنهب الشحنات والعمل بشكل مباشر لصالح إسرائيل.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن القوات الشعبية تلقت أسلحة ومركبات ودعما تكتيكيا من الجيش الإسرائيلي، في حين رأى كثيرون في غزة أن المجموعة أداة تستخدم لتقويض جماعات المقاومة الفلسطينية وتفتيت السيطرة المحلية.
وذكر تقرير نشرته صحيفة التلجراف مؤخرًا أن جماعة أبو الشباب كانت على وشك الانهيار بعد فقدان الغطاء الجوي الإسرائيلي في أعقاب اتفاق حماس وإسرائيل الذي أوقف القتال لمدة عامين.
وحصلت مجموعته على أسلحة صودرت من مخابئ المقاومة. وأُدمجت ضمن مشروع أوسع أشرف عليه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، يهدف إلى إنشاء ميليشيات محلية قادرة على العمل في الأماكن التي يصعب على الجنود الإسرائيليين الانتشار فيها.
وكانت مهمة هذه التشكيلات هي الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية في مناطق معينة، وجمع المعلومات، وتقويض نفوذ مجموعات المقاومة.
وتشير الشهادات التي جمعها صحافيون فلسطينيون وعمال إغاثة إلى نمط منهجي حيث اعترض رجاله الشاحنات، واستولوا على الإمدادات، وأعادوا بيعها أو تحويلها، مما أدى إلى تفاقم الانهيار الإنساني في رفح والمناطق المحيطة بها.
غطاء إسرائيلي لحماية ميليشيا ياسر أبو شباب
أشارت تقييمات داخلية للأمم المتحدة، نقلتها صحيفة واشنطن بوست لاحقًا، إلى أن أبو شباب هو الشخصية القيادية في الشبكة المسؤولة عن سرقة المساعدات على نطاق واسع خلال الإبادة الجماعية. وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية لاحقًا أن مشروع الميليشيا حظي بموافقة أعلى المستويات، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير.














0 تعليق