الموريسكيون في الرواية العربية، عنوان الكتاب الصادر حديثا، عن دار أبجد للنشر، للكاتب الروائي، الباحث العراقي، نعيم آل مسافر، ضمن سلسلة دراسات نقدية. يقع الكتاب في 338 صفحة من القطع الوسط.
القضية الموريسكية ما تزال آثارها حاضرة في الذاكرة الجماعية والوجدان العربي
في تصريحات خاصة لـ"الدستور" كشف الكاتب نعيم آل مسافر عن ملامح الكتاب، مشيرا إلي: تُعدّ القضية الموريسكية من القضايا التاريخية والثقافية المُعقَّدة التي ما تزال آثارها حاضرة في الذاكرة الجماعية والوجدان العربي، لما انطوت عليه من مأساة إنسانية واجتماعية وسياسية تمثلت في نكبة شعب أقتلع من جذوره الدينية والثقافية بعد سقوط غرناطة، وتعرَّض لواحدة من أقسى عمليات القمع والتهجير في التاريخ. وقد انعكس هذا الإرث المؤلم على النتاج الأدبي، فحضر الموريسكيون في الرواية العربية بوصفهم رموزًا للاضطهاد والاغتراب والانكسار، وأحيانًا أخرى أيقونات مقاومة وحنين لهوية ضائعة، وغدت غرناطة رمزًا للفردوس المفقود.
“الموريسكيون في الرواية العربية” تُسلّط الضوء على حضور هذه الفئة التاريخية في النص السردي العربي
وتابع: انطلاقًا من هذا المنظور، جاءت هذه الدراسة الموسومة “الموريسكيون في الرواية العربية” لتُسلّط الضوء على حضور هذه الفئة التاريخية في النص السردي العربي، من خلال تحليل عدد من النماذج الروائية التي عالجت القضية الموريسكية، واستكشاف طرائق تمثيلها، وما تنطوي عليه من دلالات ثقافية وحمولات رمزية.
وقد اعتمدت في هذه الدراسة هذه إحدى وعشرين رواية عربية، أختيرت وفقًا معايير عدة، منها: الروايات التي كانت القضية الموريسكية موضوعًا رئيسًا فيها، وأنها ملمة أكثر من غيرها بهذه القضية، واستبعاد الروايات التي كانت الأندلس موضوعها الرئيس، ومرَّت في بعض فصولها على القضية الموريسكية.
الروايات التي تتلاءم مع خطة الدراسة من مواضيع فصولها ومباحثها.
الروايات التي كتبها روائيون عرب من أصول موريسكية، مثل الروائية التونسية خديجة التومي، والروائي الجزائري واسيني الأعرج.
وقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، بهدف رصد تمثلات الموريسكيين في الرواية العربية، ومواقف السرد إزاء هذا التمثيل، في ضوء السياق التاريخي والاجتماعي والنفسي المرتبط بتجربتهم الفريدة واقتضت خطة الدراسة أن تشتمل على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة.
تفاصيل كتاب “الموريسكيون في الرواية العربية”
وأضاف “نعيم”: وعُني التمهيد بوضع خلفية تاريخية وفكرية وفنية للموضوع، عن طريق أربعة محاور الموريسكيون في التاريخ، وأثرهم في الأدب العالمي، والعلاقة بين الرواية الأندلسية والرواية الموريسكية، وأخيرًا مفهوم الرواية التاريخية.
أما الفصل الأول فكان بعنوان "الشخصية الموريسكية، ودرس مكانة هذه الشخصية داخل البناء الروائي، سواء كانت شخصية رئيسة أو ثانوية، فضلا عن طرائق تقديمها.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان “الموريسكيون وأزمة الهوية”، ليعالج مظاهر تمزّق الهوية لدى هذه الشخصيات، عن طريق ثلاثة أبعاد الهوية الأصلية والهوية المزدوجة، وصراع الهويات.
أما الفصل الثالث، فكان بعنوان “أثر التحولات المكانية في شخصية الموريسكي"، واستعرض التحوّل المكاني للموريسكي بين موطنه الأصلي ومنفاه، وانعكاس هذا التحوّل على التكوين النفسي والثقافي للشخصية الروائية.
واختتمت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها البحث.











0 تعليق