حذّر الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور نزار نزال من أن العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية منذ عدة أيام ليست حدثًا منفصلًا، بل تمثل امتدادًا لمرحلة أوسع بدأت في 19 يناير الماضي في جنين ومخيمها ومناطق أخرى في شمال الضفة.
وأكد نزال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إسرائيل انتقلت مؤخرًا إلى مرحلة تصعيد جديدة، في إطار عملية ميدانية تحمل أبعادًا سياسية وأيديولوجية تتجاوز الاعتبارات الأمنية المعلنة.
وأوضح نزال أن الهدف المركزي للتحركات الإسرائيلية هو فرض وقائع ميدانية تتصل بالضم والسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، سواء في محافظتي طوباس أو جنين، مشيرًا إلى تبني إسرائيل استراتيجية الهجوم الاستباقي بدلًا من الاكتفاء بسياسة الاحتواء.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تأتي ضمن مخطط للسيطرة الكاملة على الأغوار الشمالية التي تشكل نحو 37% من مساحة الضفة الغربية، إضافة إلى تعزيز قبضتها على طول الخط الأخضر الفاصل بين الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، حيث تنتشر تجمعات سكانية عديدة.
وبيّن أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى تحقيق هدفين متوازيين: الأول فرض سيطرة جغرافية كاملة على المناطق الحيوية، والثاني هندسة الصراع عبر دفعه نحو مواجهة مفتوحة في الضفة الغربية، بما يؤدي إلى استهداف البنية المجتمعية للمخيمات الفلسطينية البالغ عددها 19 مخيمًا.
استهداف المخيمات يهدف إلى ضرب الذاكرة الفلسطينية
ويرى أن استهداف المخيمات يهدف إلى ضرب الذاكرة الفلسطينية وكل ما يرتبط بقضية اللجوء والنزوح، باعتبارها أحد أعمدة الرواية الوطنية.
وأشار نزال إلى أن ما يجري يندرج ضمن ما يصفه بـ"الضم المتدرج" أو "الضم الزاحف"، مؤكدًا أن إسرائيل ماضية في تنفيذ هذا المشروع بهدف حشر التجمعات الفلسطينية داخل المدن الكبرى والضغط على سكان المخيمات والريف لدفعهم نحو الرحيل، في مسعى لإعادة تشكيل الجغرافيا الديموغرافية وتقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام: الشمال والوسط والجنوب.











0 تعليق