وصل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى بكين اليوم الأربعاء، فى زيارة رسمية إلى الصين تستمر يومين، تلبية لدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينج.
في خطوة دبلوماسية بارزة تعكس الزخم المتصاعد في العلاقات الصينية–الفرنسية
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن استعداد بكين لاستثمار زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون( لتعميق) (الشراكة الاستراتيجية) الشاملة بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أوسع في المرحلة المقبلة
وأكد متحدث باسم الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن الصين تعوّل على هذه الزيارة لبناء مزيد من الثقة السياسية وتعزيز التواصل الاستراتيجي على أعلى المستويات.
الصين ترحب بفرصة توسيع التعاون مع فرنسا
كما شدّد المتحدث الرسمي على أنّ الزيارة تمثل محطة مهمة لدعم الروح التي أرست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ ستة عقود، مؤكداً رغبة بكين في تعزيز التعاون البراغماتي في مختلف المجالات، وتنسيق المواقف في القضايا متعددة الأطراف.
وأشار إلى أن الجانبين قادران على تحقيق “تقدم جديد وملموس” في شراكتهما الاستراتيجية، بما يسهم في دعم الاستقرار العالمي وتعزيز العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الإسهام في حماية التعددية وبناء عالم أكثر سلاماً وازدهاراً.
زيارة ماكرون الرابعة… ورسالة دبلوماسية واضحة
وتعدّ هذه الزيارة( الرابعة )للرئيس إيمانويل ماكرون إلى( الصين) وبحسب مصادر رسمية، تأتي زيارة الدولة هذه رداً على الزيارة (التاريخية) للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فرنسا العام الماضي، وهي الزيارة التي تزامنت مع مرور ستين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بكين وباريس.
جدير بالذكر وصل ماكرون إلى العاصمة بكين صباح اليوم في زيارة تستمر يومين، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني، في توقيت دولي بالغ الحساسية تشهد فيه الساحة العالمية توترات جيوسياسية وتحديات اقتصادية متزايدة.
محادثات معمّقة بين شي وماكرون
وخلال الزيارة، سيعقد الرئيس شي جين بينغ محادثات مباشرة مع نظيره الفرنسي لبحث مستقبل العلاقات الثنائية في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، ومناقشة الملفات الإقليمية والدولية الساخنة، بما يشمل الأوضاع في آسيا، تطورات الشرق الأوسط، ومستقبل العلاقات الصينية–الأوروبية.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات ستتناول أيضاً ملفات التجارة، الأمن، التكنولوجيا، وتغيّر المناخ، إلى جانب الدور الفرنسي في دفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين نحو مسار أكثر توازناً.
زيارة تحمل رسائل متعددة
تأتي زيارة ماكرون الرابعة إلى الصين في لحظة دقيقة تتقاطع فيها مصالح باريس وبكين على مستويات عدّة—اقتصادية، أمنية، وسياسية. وبحسب تقديرات مراكز أبحاث أوروبية وصينية، فإن الزيارة تمثل محاولة فرنسية لإعادة ضبط البوصلة الأوروبية تجاه الصين بعيداً عن التصعيد أو المواجهة، مع السعي للحصول على دعم صيني في ملفات معقدة مثل أوكرانيا، الاقتصاد العالمي، وسلاسل الإمداد.
كما تراها بكين فرصة لتعزيز حضورها في أوروبا، وتثبيت علاقاتها مع دولة محورية مثل فرنسا، في وقت يتجه فيه العالم نحو تعددية قطبية واضحة. ويُتوقع أن تشهد الزيارة إصدار بيانات مشتركة وإطلاق مسارات تعاون جديدة، ما يجعلها واحدة من أهم المحطات في العلاقات الصينية–الفرنسية خلال الأعوام الأخيرة.















0 تعليق