كشف ماهر فرغلي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة عن واحدة من أهم الوثائق غير المنشورة المرتبطة بنشاط جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، وهي وثيقة تحمل اسم «خطة المائة عام للإخوان في أمريكا الشمالية»، وتتكون من 32 صفحة ضمن أرشيف يضم أكثر من 3000 وثيقة بحوزته.
ويشير فرغلي إلى أن هذه الوثيقة اكتُشفت في منزل يوسف ندا عام 1991 بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وأدرجت لاحقا ضمن أدلة الادعاء في محاكمة مؤسسة الأراضي المقدسة بين عامي 2007 و2008 في دالاس وتكساس، والتي تعد أكبر قضية تمويل إرهاب في تاريخ الولايات المتحدة. ووفق ما ورد في ملفات المحكمة، حملت الوثيقة عنوان:
"An Explanatory Memorandum on the General Strategic Goal for the Group in North America"
ووُقّعت باسم القيادي الإخواني محمد أكرم العدلوني، عضو مجلس شورى الجماعة في أمريكا آنذاك.
وتقدم الوثيقة تصورا استراتيجيا بعيد المدى لنشاط الإخوان في الغرب، وتصف وجودهم في الولايات المتحدة بأنه عملية حضارية جهادية، مؤكدة أن الهدف النهائي يتمثل في تمكين الإسلام وإقامة كيان إسلامي مستقر يعمل على تدمير الحضارة الغربية من الداخل، ثم قيادة العالم.
وتحدد المذكرة خمس مراحل لتنفيذ هذا المشروع على مدى مائة عام، أولهامرحلة الاستيطان والتموضع السري، ثم مرحلة بناء المؤسسات والتنظيمات مثل الجمعيات والمساجد والمدارس والمنظمات الطلابية، وتليها مرحلة التمكين والتغلغل داخل المجتمع والمؤسسات الحكومية، ثم مرحلة التمكين العلني والوصول إلى مواقع اتخاذ القرار، وآخرها مرحلة السيطرة الكاملة وإعلان «الكيان الإسلامي» الحاكم.
وتتضمن الوثيقة عددًا من التوجيهات الأساسية، أبرزها ضرورة العمل تحت مظلة «العمل الدعوي والخيري والحقوقي» عبر كيانات مثل CAIR وISNA وMSA وIIIT.
كما تتضمن عدم تقديم النفس كجماعة إخوانية بشكل صريح، بل استخدام أسماء متعددة للحضور المجتمعي، وعدم الاندماج في المجتمع الأمريكي بهدف الانصهار، بل تغييره وإعادة تشكيله، والسيطرة أولًا على الجاليات المسلمة ثم التأثير على الرأي العام الأمريكي تدريجيًا.
وأكد فرغلي أن إعادة نشر هذه الوثيقة في الأوساط الأمنية والإعلامية الأمريكية عقب الأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب ضد فروع الإخوان، أعاد النقاش بقوة حول طبيعة المشروع الإخواني في الغرب وحدود اختراقه للمجتمعات والمؤسسات الأمريكية.























0 تعليق