قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، إن البرنامج الصاروخي الإيراني لا يُعد مجرد مشروع عسكري، بل هو مشروع ذو طابع سياسي معقد وخطير، تستخدمه طهران في أكثر من اتجاه، سواء على مستوى الردع الإقليمي، أو التهديد المباشر لإسرائيل، أو حتى كورقة ضغط في ملفات التفاوض، فضلًا عن كونه رمزًا من رموز السيادة الوطنية داخل إيران.
وأضاف لاشين، خلال مداخلة ببرنامج "الشرق الأوسط"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن البرنامج الصاروخي يتبع بشكل مباشر الحرس الثوري الإيراني، الذي يتمتع بتشابكات واسعة على المستويين العسكري والاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة تمثل رد فعل قويًا على العزلة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها إيران.
وأوضح أن الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، يشعر بقلق بالغ من هذا البرنامج، ليس فقط بسبب دقة الصواريخ، بل بسبب الاستراتيجية الإيرانية القائمة على "كثافة الإطلاق"، حيث تمتلك إيران أكثر من 52 نوعًا من الصواريخ، وهو ما ظهر جليًا خلال حرب الـ12 يومًا التي تسببت في أضرار بالغة داخل العمق الإسرائيلي.
وأشار لاشين إلى أن بعض الصواريخ الإيرانية يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، وهو ما دفع إسرائيل إلى المطالبة بتقويض هذا البرنامج، الذي بات يشكل تهديدًا مباشرًا لتوازن القوى في المنطقة، خاصة في ظل فشل الجهود الغربية في إقناع طهران بإعادة فتح منشآتها النووية.

















0 تعليق