أكد عبدالله صابر فضل، وزير خارجية دولة تشاد، أن اجتماع اللجنة المشتركة العليا بين مصر وتشاد شهد مناقشات واسعة ومثمرة، بعد غياب استمر أكثر من 15 عامًا، موضحًا أن عودة انعقاد اللجنة يمثل خطوة مهمة لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك.
وأوضح الوزير التشادي خلال لقاء مع "القاهرة الإخبارية"، أن زيارة رئيس بلاده المشير محمد إدريس إلى القاهرة في أكتوبر 2024، ولقاءه الرئيس السيسي، شكّلا نقطة تحول، حيث تم تكليفه باتخاذ تدابير لإعادة إنعاش العلاقات بين البلدين، وكان من بينها الدعوة لعقد اللجنة المشتركة.
وأشار إلى أن اجتماع القاهرة أتاح للطرفين تقييم مسار العلاقات والاتفاق على إطلاق مشاريع جديدة وفتح مسارات تعاون تعزز الشراكة التاريخية بين البلدين، التي بدأت عمليًا منذ حرب أكتوبر 1973، موضحًا أن العلاقات ظلت حتى سنوات قريبة محصورة في الجوانب السياسية والدبلوماسية، بينما تسعى الدولتان اليوم إلى ضخ محتوى اقتصادي حقيقي ينعكس على حياة الشعبين.
ولفت الوزير إلى أن التعاون بين مصر وتشاد يمتد إلى مجالات حيوية، منها البنية التحتية، والنقل، والتواصل مع دول الجوار، والتجارة والاقتصاد، إلا أن بعض التحديات ما زالت تعترض تحقيق التكامل الكامل بين البلدين.
وأكد أن الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين تمثل الركيزة الأساسية لدفع التعاون، مشددًا على أن الموقع الجيوسياسي لمصر وتشاد يشكل عنصرًا مكملًا يمكن استثماره لتعزيز التكامل الإقليمي، حيث تطل مصر على البحرين المتوسط والأحمر، بينما تقع تشاد في قلب إفريقيا كحلقة وصل بين شمال القارة وجنوبها.
أشار الوزير إلى أن تنفيذ مشروعات الممرات البرية الممتدة من القاهرة إلى نيامي عبر ليبيا، بجانب استكمال مد الألياف الضوئية بين تشاد والقاهرة، سيُسهم في تجسيد طموحات الاندماج الإفريقي وتعزيز منطقة التجارة الحرة القارية.
وأكد أن البلدين يعملان وفق توجيهات قيادتيهما لتعزيز التجارة البينية ودعم التضامن الإفريقي، بما يحقق اندماجًا أفضل واستفادة مباشرة لشعبي مصر وتشاد.














0 تعليق