وزارتا البترول والكهرباء.. ومستقبل الاقتصاد الرقمي بمصر

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه دول العالم حاليًا تحديًا غير مسبوق؛ بسبب الطلب المتزايد على الطاقة؛ بسبب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء نحو الاقتصاد الرقمي.

أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن شبكة الكهرباء الأمريكية تواجه تحديًا، وذلك بسبب ارتفاع الطلب بشكل كبير وغير مسبوق بفضل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، ستمثل مراكز البيانات أكبر زيادة في استخدام الكهرباء.

وأشارت (EIA) في أحدث تقرير لها عن توقعات الطاقة قصيرة الأجل (STEO) أن استمرار صعود الذكاء الاصطناعي وتزايد شعبية العملات المشفرة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى وصول استهلاك الكهرباء إلى مستويات قياسية في عام 2026.

حيث سيصل الطلب في أمريكا على الطاقة إلى 4.193 مليار كيلووات/ ساعة مع نهاية عام 2025 و4.283 مليار كيلووات/ ساعة في عام 2026، بعد أن كان الرقم القياسي لاستخدام الطاقة في عام 2024 الذي وصل إلى 4.097 مليار كيلووات/ ساعة.

مصر وشبكة الكهرباء ووزارة البترول
وفي مصر نجد أن ارتفاع استخدام الطاقة يسبقه استعدادات حكومية مكثفة وإعلان لحالة الطوارئ بين الوزرات المعنية خاصة وزراتا البترول والكهربائي للتنسيق لتوفير الغاز الطبيعي المطلوب لتوليد الطاقة في مصر.

صيف 2025 نجحت وزارتا البترول والكهرباء عبور الموسم الصيفي بسلام بدون أي مشاكل بعد التنسيق الحكومي الجيد وإنهاء تام لما يسمى خطة تخفيف الأحمال التي استخدمتها الحكومة في صيف 2024 الصعب على المواطنين والدولة المصرية.

والنجاح وراء ذلك هو التخطيط والرؤية الجيده قبل ظهور الأزمة حيث كنا نشاهد المهندس كريم بدوي وزير البترول شبه أسبوعي بميناء العين السخنة قبل بداية موسم صيف 2025 لمتابعة تجهيزات السفن التي تعمل كوحدات عائمة لتغييز الغاز الطبيعي المسال (FSRU)، لربطها بالشبكة القومية للغاز، وضمان تلبية احتياجات الدولة من الطاقة، حيث تُستخدم هذه السفن لاستقبال شحنات الغاز المسال وإعادة تحويلها إلى غاز طبيعي.

الحكومة ورؤية نحو الطلب على الذكاء الاصطناعي
كشفت مؤسسة Oxford Insights أن مصر تقدمت من المركز 111 عالميًا في عام 2019 إلى المركز 65 عالميًا في عام 2024 في مؤشر استعداد الحكومات للذكاء الاصطناعي.

وهذا المؤشر دليل على تقدم ملف الذكاء الاصطناعي وارتفاع معدل استخدامه في مصر وهو ما يظهر في التقارير الرسمية الصادرة عن مراكز المعلومات والبحثية داخل مصر عن ارتفاع معدل استخدام الإنترنت الفائق السرعة ومعدل استخدام أجهزة المحمول بين الأطفال والشباب.

ومن هنا نسأل ونطالب بالآتي:
• هل لدى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أرقام رسمية حول المعدل المستقبلي أو المتوقع لاستهلاك شبكة الكهرباء في ظل الطلب المستمر على الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي؟!
• هل هناك أرقام رسمية لدى مجلس الوزراء ووزارة البترول والثروة المعدنية حول الإمدادات المطلوب توفيرها من الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات الشبكة القومية للكهرباء مستقبلًا في ظل المتغيرات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي!؟
• أهمية قيام رئيس الوزراء بإطلاق رؤية ورسالة حول شكل الطاقة المستقبلية في مصر وكيفية إدارة هذا الملف والاستعداد له!
• ضرورة وجود خطة مشتركة مستقبلية بين وزراتا البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة المتجددة ليس فقط على الاستعداد لفصل الصيف كل عام، ولكن لكيفية استيعاب الطاقة الجديدة التي ستستهلكها مصر في ظل ارتفاع معدل استخدام التقنية الرقمية!
• أهمية قيام وزراة التخطيط بمتابعة ملف الطاقة الجديدة المستهلكة لتكون طاقة خضراء صديقة للبيئة سواء التي سيستخدمها العملاء أو الطاقة التي تستخدمها الشركات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي في مصر أو الأجهزة المعنية بذلك لتكون طاقة مستدامة.
• أهمية الاستفادة من تجربة كوستاريكا والدنمارك حول ترشيد الطاقة بالمحليات، ويكون ذلك عبر رؤية حكومية من خلال مجلس المحافظين وإطلاق حملات ثقافية وتوعوية لترشيد استخدام الطاقة.

وبعد أن ملف الطاقة وهو الأساس في أي تقدم اقتصادي لان بدون طاقة لا وجود للاقتصاد الرقمي أو استخدام لأي تقنيات حديثة رقمية؛ ومن هنا لا بد من اتخاذ خطوات سريعة في هذا الملف، حتى لا نفاجأ بعد مرور الوقت أننا نمتلك الكوادر والإمكانيات والرؤية، وكل مقومات النجاح في ملف الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ولكن لا نمتلك الطاقة الكافية لتفعيل هذا النجاح.


*باحث في مجال الذكاء الاصطناعي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق