بسبب القيود المالية.. الأمم المتحدة تخفض تواجد قواتها في جنوب السودان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت حكومة جنوب السودان، اليوم الإثنين، بدء تنفيذ خطة خفض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد، وهي خطوة قالت إنها اتُفق عليها مع البعثة الأممية. 

وأوضحت المصادر، أن هذا التخفيض جاء نتيجة القيود المالية الشديدة التي تواجه الأمم المتحدة  عالميًا، والتي أثرت على قدرة المنظمة في تمويل عملياتها، ما اضطرها لإعادة ترتيب أولوياتها وتقليص حجم بعض البعثات بما فيها جنوب السودان.

وفي مؤتمر صحفي عقد الجمعة الماضي، في جوبا، قالت أفوك أيويل ميان، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إن "خطة الطوارئ لتقليص الحجم" تدار من خلال لجنة مشتركة مع بعثة الأمم المتحدة في البلاد، مع توقع أن يؤثر هذا التخفيض على ما بين 15% و19% من موظفي البعثة في البلاد، وأشارت ميان إلى أن التخفيض الحالي سيؤثر على ما بين 15% و19% من موظفي الأمم المتحدة في البلاد، على الرغم من أن الأرقام التفصيلية لم تُنشر علنًا.

 وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الأمم المتحدة عن "قيود مالية شديدة" تؤثر على عملياتها العالمية، ما دفعها إلى إعادة النظر في حجم قواتها المنتشرة حول العالم، بما في ذلك جنوب السودان.

وتعد البعثة الأممية في جنوب السودان واحدة من الأطول أمدًا منذ حصول البلاد على الاستقلال عام 2011، ولعبت دورًا محوريًا في حماية المدنيين خلال فترات النزاع والعنف المسلح، بما في ذلك الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات وانتهت عام 2018. 

وقد مدد مجلس الأمن الدولي ولاية البعثة في مايو الماضي لمدة عام إضافي، مع الإبقاء على سقف القوات عند 17 ألف جندي و2،101 فرد من الشرطة، إلا أن حكومة جنوب السودان تقدمت الشهر الماضي بمطالبة رسمية بخفض أكبر بنسبة تصل إلى 70% من الوحدات العسكرية الدولية.

وأكدت أفوك، أن اللجنة المشتركة بدأت اجتماعاتها في 25 نوفمبر، وبدأت رحلات إعادة حفظة السلام المغادرين في 28 نوفمبر، وأضافت أن هذا التخفيض يمثل المرحلة الأولية من تسوية تفاوضية بين الحكومة والبعثة الأممية، مشيرة إلى لقاءات دبلوماسية مكثفة خلال الشهر الماضي لتعزيز الاستثمار وجذب الدعم الدولي.

كما تناولت المتحدثة قضايا حساسة مثل منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، مؤكدة أن لجنة رفيعة المستوى تجتمع مع مبعوث خاص للأمم المتحدة لمتابعة التطورات، بالإضافة إلى ملفات قانونية وقضايا هجرة خارجية تتعلق بحقوق المواطنين الجنوب سودانيين في الخارج، وأكدت أن الحكومة ملتزمة بالدبلوماسية البناءة وتعزيز الشراكات مع الجهات الإقليمية والدولية في إطار تنفيذ خطة تقليص حجم الأمم المتحدة.

بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان

تم نشر قوات حفظ السلام الأممية في جنوب السودان بعد الاستقلال في 2011، بهدف حماية المدنيين ومراقبة تنفيذ اتفاقات السلام، إضافة إلى دعم جهود الحكومة في بناء المؤسسات المدنية والأمنية. 

وعلى مر السنوات، لعبت البعثة دورًا أساسيًا خلال النزاعات المسلحة التي شهدتها البلاد، بما في ذلك الحرب الأهلية التي انتهت في 2018، وحافظت على خطوط المساعدة الإنسانية في المناطق النائية والصعبة الوصول.

أسباب وراء التخفيض:

وأرجعت الأمم المتحدة التخفيض الحالي إلى "قيود مالية شديدة" تواجه عملياتها حول العالم، ما جعلها تضطر لإعادة توزيع الموارد وتقليص عدد الموظفين والقوات في بعض المناطق. ومن جهة أخرى، ترغب حكومة جنوب السودان في تقليص حجم القوات الأجنبية تدريجيًا لتوسيع سيطرتها على الأمن المحلي وتعزيز السيادة الوطنية، دون التأثير على حماية المدنيين والخدمات الحيوية.

اقرأ أيضًا: 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق