قال الدكتور أحمد عوض، مدير مركز متوسط الدراسات الإقليمية، إن إسرائيل لا ترغب في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بل تعمل على توسيع المرحلة الأولى بشكل متعمد لتكريس واقع ميداني يخدم أهدافها الاستراتيجية.

 وأوضح خلال مداخلة للنيل للأخبار، أن تل أبيب تهدف إلى البقاء محتلة لأكثر من نصف قطاع غزة من دون مواجهة احتجاج دولي فعلي، وإبقاء سيطرة نارية وأمنية وعسكرية واقتصادية كاملة على القطاع، بما يضمن لها استمرار التحكم بالمشهد دون أي التزامات جديدة تجاه استحقاقات التسوية.

حرب منسية

وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى منع عودة الفلسطينيين إلى مناطق واسعة في القطاع، وإبقائهم في ضائقة إنسانية عبر المرض والجوع والفوضى، بما يحوّل الحرب إلى “حرب منسية تمامًا”، كاشفًا أن هناك خططًا يجري إعدادها بين إسرائيل والإدارة الأمريكية لتطوير المناطق التي تسيطر عليها، بما يشمل إزالة الأنقاض وإقامة “فقاعات إنسانية” أو “مدن صناعية” مؤقتة أو دائمة، مع استمرار توسيع ما يُعرف بالمنطقة الصفراء والخضراء باتجاه الغرب.

وأكد أن إسرائيل تتحجج بخرق حماس لوقف إطلاق النار وتعمل على إفراغ قرار مجلس الأمن 2803 من مضمونه، معتبرًا أن المبادرة الأمريكية الأخيرة شكلت “إنقاذًا كاملًا لإسرائيل”، بعدما حصلت على ما تريد في المرحلة الأولى، بما في ذلك استعادة جثث قتلاها والسيطرة على نصف القطاع وتحويل وقف النار إلى حرب منخفضة الوتيرة.

وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمين المتطرف، وأن “الجمهور يشبه نتنياهو ونتنياهو يشبه إسرائيل”، حيث يدعم معظم الإسرائيليين استمرار الاحتلال ورفض قيام دولة فلسطينية، وهو ما يمنح الحكومة الحالية مساحة أوسع للمناورة والمضي في استراتيجيتها الحالية.