في تصعيد جديد داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، شنّ رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن طلبه للعفو الرئاسي لا يمت بصلة للإجراءات القانونية المتبعة في إسرائيل، وأنه محاولة مكشوفة لصرف أنظار الجمهور عن المعارك السياسية الحقيقية، وعلى رأسها قانون الإعفاء من التجنيد الذي يثير خلافات واسعة في الشارع الإسرائيلي. 

وأوضح جانتس أن نتنياهو، الذي يدرك جيداً عدم قانونية مثل هذا الطلب، يحاول استخدام قضية العفو كأداة سياسية لتخفيف الضغط الشعبي والإعلامي عنه، خاصة في ظل الاتهامات القضائية التي تطارده منذ سنوات.

تشبيه لاذع: "يشعل الحريق ثم يطالب برسوم إطفائه"

واصل جانتس انتقاداته القاسية قائلاً إن نتنياهو يتصرف كـ“رجال إطفاء يشعلون الحريق ثم يعودون لابتزاز رسوم حماية لإطفائه”، في إشارة واضحة إلى أن الأزمة التي يعيشها نتنياهو اليوم هي نتاج سياساته المتخبطة وصراعاته الممتدة، وأن محاولة تقديم نفسه كضحية أو كمنقذ للوحدة الوطنية ما هي إلا جزء من خطاب يستهدف كسب التعاطف الشعبي بينما تتفاقم الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي. 

وأضاف أن ربط موضوع العفو بأمن إسرائيل أو مصالحها العليا هو استخدام سياسي غير أخلاقي لملفات حساسة.

رسالة ترامب وهرتسوج يرد: "العفو لا يتم إلا بطلب رسمي"

وكان الرئيس الإسرائيلي قد تلقى مطلع نوفمبر رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعوه فيها إلى النظر في منح العفو لنتنياهو، معتبراً أن العفو سيكون خطوة ضرورية لتوحيد إسرائيل بعد سنوات من الانقسام وأن القضية المرفوعة ضد نتنياهو سياسية وغير مبررة.

 إلا أن الرئيس إسحاق هرتسوج ردّ بنبرة واضحة قائلاً إن من يريد الحصول على عفو عليه أن يتقدم بطلب رسمي وفق الإجراءات القانونية، في تلميح مباشر إلى أن الرسائل والدعم السياسي الخارجي لا تكفي لتمرير مثل هذا القرار الحساس داخل النظام القضائي الإسرائيلي.

نتنياهو يدافع عن موقفه: "إنهاء محاكمتي يعزز المصلحة الوطنية"

من جانبه، قال نتنياهو إن إنهاء محاكمته فوراً سيخدم المصلحة الوطنية الملحّة، موضحاً أن التحقيقات التي بدأت قبل عشر سنوات والمحاكمة المستمرة منذ ست سنوات باتت تشكل عبئاً يفاقم الخلافات داخل إسرائيل، وأن إغلاق الملف سيمنح البلاد فرصة لتحقيق مصالحة واسعة. 

وأضاف أنه كان يفضّل استمرار الإجراءات لإثبات براءته، لكن ظروف الأمن والسياسة –بحسب تعبيره– تفرض خياراً مختلفاً. وبينما يرى خصومه أن خطابه محاولة للهروب من العدالة، يؤكد نتنياهو أن القضية تستنزفه شخصياً وسياسياً وتؤثر في استقرار الحكم.