رمضان صبحي.. من «الطموح» إلى «الهاوية»

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خمسة أعوام مرت منذ أن ودّع رمضان صبحي الأهلي، متجهًا نحو ما أسماه «الطموح»، رغم أن الجميع كان يعلم أنه يتجه نحو «الهاوية». 

كانت تلك اللحظة بداية سلسلة من الانهيار في حياة اللاعب الكروية، أحداث كثيرة بعدها ألقت الضوء على واقع كرة القدم المصرية، وتحديدًا على العلاقة بين الطموح الفردي والانتماء العميق للنادي والجماهير.

في احد حواراته، أجاب الكابتن محمود الخطيب على سؤال عن شعوره تجاه رحيل رمضان صبحي وغيره من اللاعبين من النادي الأهلي، قائلًا: «أنا مش زعلان منهم… أنا زعلان عليهم». كلمات حملت في طياتها درسًا عميقًا عن المسؤولية الشخصية وعواقب القرارات، حيث لم تكن المسألة مجرد خلاف مالي، بل انعكست على حياة اللاعبين أنفسهم، فمنذ رحيله لم يحقق رمضان صبحي ربع ما كان من الممكن تحقيقه مع الأهلي خلال هذه السنوات.

ما آلت إليه الأمور مؤخرًا من حبس رمضان بتهمة التزوير، بالإضافة إلى قرار إيقافه 4 سنوات بسبب المنشطات وتهديد مستقبله الكروي، جاء كنهاية حتمية لقرارات غير مدروسة من البداية.

قصة رمضان صبحي تكشف جوانب مهمة في مسيرة اللاعبين الشباب؛ المواهب المبكرة قد تصنع تاريخًا سريعًا، لكن العقلية والتصرفات هي من تحدد الاستمرارية، فرمضان على سبيل المثال أُتيحت له الفرص الكبيرة في الدوري الإنجليزي وهو في سن التاسعة عشرة، لكن طريقة التفكير والقرارات غير المدروسة حالت دون نجاحه في بيئتين مختلفتين. ثم عاد إلى الأهلي، ليظهر من جديد كأحد أفضل لاعبي مصر، بعد أن قدم له النادي الدعم الكامل ورعايته خلال فترة التعافي، ليعيد تذكير الجميع بأن الانتماء والالتزام يصنعان الفارق.

اليوم، السؤال الذي يطرح نفسه: هل المال وحده يجلب السعادة والنجاح؟ التجربة تقول إن القيم الحقيقية، الانضباط، الحب للنادي، والاستفادة من الدعم المقدم، هي ما تصنع اللاعب الكامل، وليس مجرد المغريات المالية. 

ففي عالم كرة القدم، كما في الحياة، لا شيء مضمون: صحة، مال، أو مكانة، كلها أمور بيد الله، وتتغير في لحظة واحدة.

كلمات الكابتن الخطيب جاءت تذكيرًا لكل اللاعبين والمشجعين بأن «الاحترام للذات، الانضباط، والوفاء» أهم من أي مكاسب مادية مؤقتة، وأن العبرة ليست بالرحيل بحثًا عن المال، بل بما نحققه من تطور حقيقي، واستمرارية، ومسؤولية تجاه أنفسنا والآخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق