أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال اتصال مباشر مع محافظ اللاذقية محمد عثمان، واحدة من أكثر الرسائل السياسية وضوحاً خلال الفترة الأخيرة، بعدما كشف أنه تلقى عرضاً متكرراً بفصل إدلب عن سوريا، لكنه رفض بشكل قاطع، مؤكداً أن وحدة البلاد خط أحمر لا يخضع للمساومة.
تصريح الشرع يُقرأ في سياق سياسي حساس تعيشه الساحة السورية، وسط مطالب شعبية، وتحديات اقتصادية، وحراك اجتماعي في الساحل، ما جعل كلمته بمثابة خارطة طريق جديدة للتعامل مع اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد.
رفض الانفصال وتمسك بوحدة سوريا
كشف الشرع أن أطرافاً عدة عرضت عليه انفصال إدلب، لكنه رد قائلاً: "لا… خلي إدلب تسقط لكن تبقى سوريا موحدة"
هذا الموقف، بحسب متابعين، يحمل رسالة مزدوجة: الأولى أن الدولة ترفض أي نموذج تقسيمي، والثانية أن تكلفة الانفصال — مهما كانت — أخفّ من السماح بتمزيق الجغرافيا السورية.
وأكد الشرع دعمه الكامل للجهود المبذولة في اللاذقية لتعزيز السلم الأهلي، مشددًا على تفعيل لجان الأحياء والاستماع لمطالب الأهالي والعمل بروح الفريق الواحد.
الأولوية للساحل… مركز الربط التجاري والاقتصادي
شدّد الرئيس السوري على أن الساحل السوري يمثل أولوية استراتيجية، ليس فقط لاعتباراته الجغرافية، بل لكونه واجهة البلاد نحو الممرات التجارية الدولية.
وقال إن الساحل سيصبح “حلقة ربط اقتصادية قوية مع دول المنطقة”، مؤكداً أن تنوّعه الطائفي “إثراء للدولة لا تهديد لها”.
وأشار إلى أن التجارب الدولية تُظهر أن حتى الدول الفيدرالية تحتفظ بمركزية قوية في مؤسساتها السيادية، مثل الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد.
رسالة ضد الفيدرالية والانفصال: “جهل سياسي”
وصف الشرع المطالبات بالفيدرالية أو الانفصال بأنها قائمة على “مصالح ضيقة” أو “جهل سياسي”، مضيفاً أن الجغرافيا السورية “تعيش على بعضها”، ولا يمكن للساحل أو أي منطقة أخرى أن تمتلك سلطة منفصلة أو كياناً قائماً بذاته.
وأوضح أن الفيدرالية ليست سوى صيغة تشبه الإدارة المحلية الحالية في سوريا مع بعض التعديلات، وليست مشروعاً لتفكيك سلطات الدولة المركزية.
الشرع: تجاوزنا مرحلة الخطورة… وندخل مفصلاً تاريخياً
أكد الرئيس السوري أن البلاد حققت "إنجازات عظيمة" خلال العام الأخير، وأن سوريا "تجاوزت مرحلة الخطورة" بفضل السياسات الحكومية والدعم الشعبي.
وقال إن المنطقة كلها تقف أمام مفصل تاريخي مهم، والعالم يراقب ما يجري في سوريا، داعياً إلى التفكير بعقلية استراتيجية طويلة المدى لأن "النظرات الضيقة لا تبني وطناً".
وختم بالتأكيد أن لحظة التحول الكبرى بدأت فعلياً منذ انطلاق معركة “ردع العدوان”، مشدداً على أن كل مواطن جزء من صناعة هذا التاريخ الجديد لسوريا.
















0 تعليق