مركز اليونسكو الإقليمي للجودة يسعى لصياغة خارطة طريق عربية حول التعليم من أجل السلام

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستضيف القاهرة هذا الأسبوع الاجتماع التشاوري الإقليمي الذي ينعقد بمشاركة واسعة لخبراء عرب وأمميين، في لحظة عربية فارقة تهدف إلى رسم خارطة طريق إقليمية لتفعيل توصية اليونسكو 2030 بشأن التعليم من أجل السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. 

ويأتي الاجتماع في سياق إدراك متزايد بأن مستقبل المنطقة يبدأ من المدرسة، وأن الاستثمار في التعليم القائم على القيم هو المدخل الأعمق لبناء مجتمعات مستقرة وقادرة على التحول.
وبحسب بيان رسمي، انعقد الاجتماع برعاية وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، وبشراكة بين مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، وبدعم من اللجنة الوطنية المصرية للتربية والثقافة والعلوم. ويعكس هذا التنسيق المؤسسي الواسع إرادة عربية لإعادة تعريف دور التعليم بوصفه رافعة للتنمية والسلام، وليس مجرد منظومة لنقل المعرفة.
 

تعزيز مسار العمل العربي 

وشهد الحدث، مشاركة نخبة قيادية من المفكرين والخبراء وصناع القرار التربوي، قدموا رؤى نوعية تعزز مسار العمل العربي المشترك. وقد افتتح المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، الدكتور عبدالرحمن المديرس، أعمال اللقاء بكلمة وضع فيها الاجتماع ضمن سياقه التاريخي، مؤكدا أنه يمثل خطوة حاسمة نحو تحويل توصية اليونسكو لعام 2030 من وثيقة أممية إلى واقع تطبيقي ينعكس على حياة المتعلمين في الدول العربية.

وأشاد المديرس بدور مكتب اليونسكو في بيروت بوصفه شريكا استراتيجيا في بناء السياسات التعليمية، مؤكدا أن التحول الجذري في التعليم لن يتحقق إلا من خلال العمل الإقليمي المتكامل وتبادل الخبرات.
 

إصلاح التعليم 

وجمع اللقاء الإقليمي صناع السياسات والمسؤولين التربويين والباحثين من مختلف الدول العربية إلى جانب منظمات إقليمية ودولية، في مشهد يعكس اصطفافا عربيا حول رؤية مشتركة تستند إلى قيم إنسانية راسخة، ويؤسس هذا الاصطفاف لمرحلة جديدة في إصلاح التعليم، تضع في صميمها بناء متعلم قادر على المشاركة في صناعة السلام، ومواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، والإسهام في استقرار المجتمعات وتنميتها.
ويبرز دور مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بوصفه جهة فاعلة في تمكين الدول العربية من مواءمة السياسات، وبناء الأطر والمعايير، وتطوير الكفاءات، وتحويل التوصيات الأممية إلى ممارسات تعليمية قابلة للقياس والتطبيق. ويسهم هذا الدور في سد الفجوات، وتعزيز جودة التعليم، ودعم التماسك المجتمعي، كما يهيئ المنظومات التعليمية للتحول نحو مستقبل أكثر استدامة وإنصافا.
وفي ختام كلمته، وجه المديرس الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، على ما يقدمانه من دعم استراتيجي للجودة والتميز في التعليم محليا وإقليميا ودوليا، وعلى التزامهما بدفع منظومات التعليم نحو مستقبل أكثر استدامة وقدرة على التغيير. كما أعرب عن تقديره لوزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان على دعمه المستمر للمركز ومتابعته لتحقيق نتائج نوعية في برامجه ومشاريعه.

النموذج الغربي للجودة 
 

وقدمت الدكتورة فاطمة الرويس، مساعد المدير العام للمركز، وثيقة رئيسة شكلت أحد ركائز النقاش في اللقاء، وتناولت الوثيقة النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم (فئة جودة الاستدامة والتربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة)، مسلطة الضوء على خلفياته النظرية ومكوناته وآليات تطبيقه. كما عرضت الدليل التنفيذي للنموذج، وقدمت مجموعة من التوصيات الداعمة لربط خطوات التنفيذ بالخطط الوزارية والسياسات الوطنية، بما يضمن التكامل المؤسسي وتوحيد الجهود.
وتناولت الرويس أدوات القياس والمتابعة ومجموعة من المؤشرات الكمية والنوعية الخاصة بالمناهج وسياسات التقييم وتدريب المعلمين والتقييم الوطني، وصولا إلى المؤشرات التنفيذية الداعمة للمنظومة التعليمية. وختمت ورقتها بالتأكيد على أن النموذج يقدم إطارا عمليا يربط بين السياسات التربوية العالمية والممارسات المحلية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعليم يصنع الإنسان الفاعل القادر على المشاركة في بناء المستقبل، لا مجرد متلق للمعرفة.
إن هذا الاجتماع، بمخرجاته وتنوع مشاركاته، يفتح أفقا عربيا جديدا لتأسيس تعليم يقوم على القيم، ويسهم في بناء السلام، ويعزز التنمية المستدامة، ويعيد وضع المتعلم في قلب المشروع الحضاري العربي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق