دخل ملف جماعة الإخوان المسلمين مجددًا دائرة الضوء الأميركية، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب، الأحد، أنه يستعد لتصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، في خطوة قال إنها ستأتي "بأقوى العبارات" وأن الوثائق النهائية تُعدّ بالفعل.
وجاء ذلك في مقابلة مع موقع "جست ذا نيوز" الذي نشر قبل أيام تحقيقًا موسعًا أثار جدلاً واسعًا حول "أنشطة الإخوان" داخل الولايات المتحدة وخارجها، ما أعاد دفع الملف إلى واجهة النقاش داخل الإدارة الأميركية.
تكساس تتحرك منفردة وتسبق الحكومة الفيدرالية
وفي تطور لافت، أعلن حاكم ولاية تكساس، الجمهوري جريج أبوت، الأسبوع الماضي، تصنيف الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية–الإسلامية (CAIR) كـ"منظمات إرهابية أجنبية ومنظمات إجرامية عابرة للحدود"، مانحًا سلطات الولاية صلاحيات جديدة للتحقيق والملاحقة والمصادرة.
وقال أبوت إن هذه الخطوة تأتي بسبب "دعم الجماعتين للإرهاب عالميًا وتقويض القوانين الأميركية بالعنف والتهديد"، مضيفًا أنه حظر عليهما امتلاك أي ممتلكات داخل الولاية، وكلف إدارة السلامة العامة بفتح "تحقيقات جنائية" واسعة حول أنشطتهما.
ضغوط من الكونجرس لتعجيل التصنيف الفيدرالي
تزامن ذلك مع تحركات تشريعية داخل الكونجرس، حيث أعاد نواب جمهوريون وديمقراطيون –منهم ماريو دياز-بالارت وجاريد موسكوفيتز– تقديم مشروع قانون "تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية" لعام 2025.
ويؤكد المشروع أن الجماعة وتنظيماتها الفرعية، وعلى رأسها حركة حماس، تمثل تهديدًا للأمن القومي الأميركي.
وأشار مقدموه إلى ارتباط حماس بأحداث 7 أكتوبر التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 53 أمريكيًا، مطالبين بإغلاق ما وصفوه بـ"ثغرات تستغلها الجماعة داخل الولايات المتحدة".
روبيو: العملية معقدة وتتطلب فحصًا موسعًا
وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، كان قد صرح في أغسطس الماضي بأن عملية التصنيف "قيد الإعداد"، لكنها معقدة بسبب تعدد فروع الإخوان عالميًا، ما يستوجب تقييم كل فرع على حدة.
وأكد روبيو أن القرار يجب أن يستند إلى مراجعات قانونية وأمنية دقيقة، ما يجعل إتمامه يستغرق وقتًا أطول من المتوقع.
سباق متصاعد بين الولايات والحكومة الفيدرالية
وبينما تتحرك ولايات مثل تكساس بشكل منفرد، يراقب البيت الأبيض الضغوط السياسية المتزايدة لإصدار القرار الفيدرالي النهائي.
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب قد تستخدم هذا الملف لتعزيز خطابها الأمني، بينما يعتبره خصومها خطوة سياسية ذات أبعاد انتخابية.
ومع استمرار الجدل، يبدو أن ملف الإخوان داخل الولايات المتحدة يدخل مرحلة جديدة من الصراع التشريعي والأمني، قد تترتب عليها تأثيرات قانونية واسعة تمتد داخل البلاد وخارجها.













0 تعليق