تكشف أوراق القضية رقم 10229 لسنة 2022 جنايات مركز البدرشين، التي يمثل فيها كل من أيمن عبدالفتاح محمد حجاج وحسين محمد إبراهيم الغرابلي أمام محكمة جنايات الجيزة، عن الدوافع الكاملة وراء جريمة قتل الإعلامية شيماء جمال، وهي الجريمة التي شغلت الرأي العام منذ وقوعها وحتى صدور الإحالة إلى محكمة الجنايات.
تهديدات.. وضغوط متلاحقة
بحسب ما ورد في تحقيقات النيابة، فقد أقر المتهم الأول أيمن حجاج تفصيليًا بارتكاب الجريمة. وقال إنه كان يعيش تحت ما وصفه بـ"ضغط دائم" بسبب سلوك زوجته وكثرة طلباتها المالية في الفترة الأخيرة، فضلًا عن تهديداتها المتكررة له بإعلان زواجهما أمام أسرته وزملائه، رغم حرصه الشديد على إخفاء هذا الزواج.
وأكد المتهم أنه كان يخشى تأثير تلك التهديدات على منصبه الوظيفي، بعد أن تدرج حتى شغل منصبًا رفيعًا، واتسعت دائرة معارفه وزملائه، مما جعله – وفق أقواله – عرضة لفقدان مكانته حال افتضاح أمر زواجه.
وأفاد في التحقيقات بأن المجني عليها سبق وأن هددته في بداية زواجهما بـ"تصوير مقطع فيديو يجمعهما داخل غرفة النوم"، واستخدامه ضده حال عدم تنفيذ طلباتها، وهو ما اعتبره بداية سلسلة من الضغوط انتهت بقراره التخلص منها.
اتفاق مسبق وخطة معدة سلفًا
التحقيقات أكدت أن المتهم لم يكن بمفرده لحظة التنفيذ، إذ أنه استعان بصديقه حسين الغرابلي، الذي تجمعه به معاملات تجارية، مستغلًا حاجته إلى المال. واتفق الاثنان على قتل المجني عليها وإنهاء ما وصفه المتهم الأول بـ"المأساة" التي يعيشها.
وبحسب أوراق القضية، فإن المتهمين اشتريا أدوات الحفر والمادة الحارقة من متجر حدده صاحبُه ضمن الشهود العشرة الذين استندت النيابة لشهاداتهم. كما جهزا مكان التنفيذ داخل مزرعة بمنطقة البدرشين، حيث عُثر لاحقًا على الجثمان.
اعترافات وتفصيلات مسرح الجريمة
بدأت خيوط الجريمة تتضح مع اعتراف المتهم الثاني وإرشاده جهات التحقيق إلى مكان دفن الجثمان في المزرعة، وشرحه خطوات التنفيذ. وبعد ضبط المتهم الأول، أقر هو الآخر بارتكاب الواقعة، مؤكدًا أن دوره تركز في استدراج الزوجة إلى الموقع وإنهاء حياتها.
وجاء تقرير مصلحة الطب الشرعي مطابقًا لرواية النيابة، إذ أثبت أن وفاة المجني عليها كانت نتيجة كتم النفس والضغط على العنق، وهو ما أدى إلى انسداد المسالك الهوائية، بما يتسق مع وسيلة القتل التي اعتمدها المتهمان.
أدلة فنية تؤكد اشتراك المتهمين
اعتمدت النيابة على مجموعة من الأدلة الدامغة، من بينها:
البصمات الوراثية للمتهمين التي تطابقت مع الآثار الموجودة على القطعة القماشية المستخدمة في قتل المجني عليها.
تتبع شرائح الهواتف الخاصة بالمتهمين والمجني عليها، التي أثبتت وجودهم جميعًا في محيط المزرعة وقت الجريمة.
شهادة 10 شهود، بينهم صاحب متجر بيع الأدوات التي استُخدمت في الواقعة.
الاعترافات التفصيلية التي قدمها المتهمان أثناء التحقيق.
شبهات بجرائم أخرى
وفي ختام تحقيقاتها، أشارت النيابة العامة إلى أنها رصدت شبهة تورط المتهم الأول في وقائع أخرى، وقررت نسخ صورة منها لاتخاذ إجراءات التحقيق بشأنها بشكل مستقل عن جريمة قتل شيماء جمال.













0 تعليق