وزارة الداخلية المصرية.. حضور رقمي يفرض نفسه ونجاحات ميدانية تتصدر المشهد

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الاتصال الرقمي، ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي كمساحة مفتوحة لبث المحتوى على تنوعه، برزت وزارة الداخلية المصرية كإحدى المؤسسات الحكومية الأكثر قدرة على مواكبة هذا المشهد، عبر تطوير أدواتها، وتعزيز حضورها الرقمي، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في كشف الجرائم وضبط مرتكبيها.

51ffd05e9e.jpg


لقد باتت الوزارة اليوم نموذجًا للدمج بين الأمن التقليدي والأمن السيبراني، خاصة مع الزيادة الملحوظة في القضايا التي يتم تداولها عبر منصات التواصل قبل اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها.

 

وتكشف بيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وتقارير الجهات الدولية المعنية بقياس التفاعل الرقمي، عن حجم التطور الكبير الذي حققته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على فيسبوك، والتي أصبحت ثاني أعلى صفحة حكومية أداءً على مستوى العالم بعد صفحة البيت الأبيض، مسجلة أكثر من 24 مليون تفاعل في ثلاثة أشهر فقط.
هذا النجاح الرقمي لم يأتِ منفصلًا عن نجاحات الوزارة الميدانية، بل جاء موازيًا لها، حتى باتت صفحات التواصل الرسمية مصدرًا رئيسيًا للرصد، والتحقيق، والرد على الشائعات، والإعلان عن ضبطيات مهمة.

d36a253a96.jpg
b1a7b9f67e.jpg


 نجاحات ميدانية.. من الفيديو إلى كشف الحقيقة في ساعات

تحقيقات سريعة.. وردود فورية على البلاغات المنشورة عبر السوشيال ميديا

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في القضايا التي تبدأ عبر "فيسبوك" أو "تيك توك" أو "إكس"، حيث يقوم مواطنون بنشر فيديوهات أو صور لوقائع اعتداء أو خطف أو بلطجة أو تحرش، قبل أن تصل البلاغات الرسمية إلى أقسام الشرطة.


ومع توسع هذه الظاهرة، عززت وزارة الداخلية آلية "الرصد والتحقق"، عبر فرق متخصصة تتابع على مدار الساعة ما يُنشر على مواقع التواصل، للتأكد من صحته واتخاذ الإجراءات اللازمة.

ضبط المتهمين في وقائع الخطف والاعتداء خلال ساعات

في عدة وقائع انتشرت مؤخرًا، ظهر أشخاص داخل مقاطع فيديو وهم يحاولون خطف طفل، أو الاعتداء على أحد المارة، أو تهديد أحد المواطنين.
وخلال ساعات قليلة من تداول تلك الفيديوهات، أعلنت وزارة الداخلية ضبط المتهمين، بعد فحص المقطع وتحديد موقع الحادث وهوية الأشخاص المشاركين.

6ab2072661.jpg

ويؤكد اللواء محمود السعيد – خبير الأمن الجنائي أن سرعة التحرك الأمنية تعكس فلسفة جديدة في التعامل مع الجرائم الرقمية، موضحًا في تصريحات للبوابة نيوز: وزارة الداخلية باتت تتعامل مع كل مقطع فيديو كأنه بلاغ رسمي، حتى لو لم يتقدم أحد بشكوى. هذا التطور ساهم في رفع مستوى الأمن المجتمعي، وزاد من ثقة الجمهور في قدرة الأجهزة الأمنية على الوصول للجناة مهما حاولوا الاختباء."

ac69728697.jpg

مواجهة المحتوى الإجرامي والمضلل على منصات السوشيال ميديا

الداخلية بين كشف الحقيقة وردع صانعي المحتوى المخالف

انتشرت خلال الفترة الماضية ظاهرة صناع المحتوى الذين يقومون بتصوير فيديوهات تتضمن مشاهد بلطجة أو تحرش أو مخالفات مرورية بهدف زيادة المشاهدات، وهو ما تسبب في حالة من الفوضى والإساءة للمجتمع.
وقد تعاملت وزارة الداخلية بحسم مع هذه الظاهرة، عبر ضبط العديد من صناع المحتوى وإحالتهم إلى جهات التحقيق.

واقعة "البلطجة المصورة" التي أشعلت السوشيال ميديا

في إحدى القضايا الأخيرة، نشر أحد الأشخاص مقطع فيديو يظهر فيه ممسكًا بعصا خشبية، ويقوم بأعمال تستهدف إثارة الذعر ونشر محتوى سلبي.


وبعد ساعات، أعلنت الداخلية ضبط المذكور وتبين أنه تعمد تصوير المشهد بهدف حصد المشاهدات.

ضبط مؤثرين متهمين بالتحريض أو نشر محتوى مسيء

سمحت المتابعة الدقيقة التي تنفذها الأجهزة الأمنية برصد عشرات الحسابات التي تستخدم المنصات الرقمية في:

نشر محتوى خادش

الترويج لسلوكيات غير قانونية

تضليل الجمهور عبر أخبار كاذبة

النصب الإلكتروني وتنظيم مسابقات وهمية

تجارة العملات والمخدرات عبر الإنترنت

 

 رأي خبراء تكنولوجيا المعلومات.. كيف نجحت الداخلية في بناء منظومة رصد رقمية فعالة؟

يقول مهندس الاتصالات وتقنية المعلومات أحمد نجيب في تصريحات للبوابة: "وزارة الداخلية نجحت في بناء منظومة متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في رصد المنشورات الخطرة، وتطوير آلية تحليل المحتوى الصوتي والمرئي، واستخدام قواعد بيانات دقيقة، مما مكنها من الربط بين الجرائم الرقمية والواقع الميداني."

 

ويضيف: "الخلطة التي تتبعها الوزارة تعتمد على 3 محاور:
1- الرصد الفوري لأي محتوى يشكل خطرًا أمنيًا.
2- التحقق من صحتها وعلاقتها بمحاضر الشرطة.
3- التحرك السريع والوصول للمتهمين خلال وقت قياسي."

 

 نجاحات صفحة وزارة الداخلية على فيسبوك.. قراءة في الأرقام والمعايير الدولية

24 مليون تفاعل.. والصفحة الثانية عالميًا

وفقًا لتقرير مؤسسة Emplifi العالمية:

حققت الصفحة 24 مليون تفاعل في الربع الثالث من 2025

نشرت 1780 منشورًا خلال الفترة محل القياس

تمتلك أكثر من 12 مليون متابع

حازت على موقع متقدم بين مئات الصفحات الحكومية العالمية

جاءت مباشرة بعد صفحة البيت الأبيض الأمريكي


لماذا نجحت؟

وفق تحليل خبيرة السوشيال ميديا دعاء البكري:  "الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية تمتلك تنوعًا في المحتوى بين البيانات الرسمية والفيديوهات والإنفوجرافيك. هذا إلى جانب أسلوب الكتابة الاحترافي، وسرعة النشر، وتوثيق الجهود الأمنية. كل ذلك يجعل الجمهور يتفاعل بصورة كبيرة."

 

شروط النشر من منظور إعلامي.. كيف حافظت الوزارة على المهنية والشفافية؟

وزارة الداخلية تلتزم بعدة مبادئ عند نشر بياناتها عبر المنصات:

التحقق الكامل من الواقعة قبل الإعلان عنها

تقديم المعلومات بوضوح ودون تهويل

استخدام لغة إعلامية دقيقة

مراعاة الخصوصية وعدم إظهار بيانات ضحايا

الالتزام بالقانون وعدم نشر ما قد يعرقل سير التحقيقات

تصحيح الشائعات بسرعة لمنع انتشار الأخبار الكاذبة


كما تعتمد الوزارة على التوثيق بالفيديو والصور الرسمية، وهو ما يعزز مصداقية المحتوى المنشور.


علاقة النجاح الرقمي بزيادة الزيارات والمتابعة الإعلامية

أدى هذا النجاح إلى:

زيادة عدد الزيارات اليومية للصفحة الرسمية

زيادة معدل الوصول الطبيعي (Organic Reach)

تغطية إعلامية واسعة للضبطيات الرسمية

اعتماد عدد كبير من الصحف والمواقع على محتوى الداخلية كمصدر موثوق

تزايد مشاركة الجمهور للبيانات الرسمية

 

 وزارة الداخلية.. نموذج متقدم للأمن الحديث

استطاعت وزارة الداخلية المصرية بجهود مستمرة أن ترسخ نفسها كواحدة من أبرز المؤسسات الحكومية في العالم في مجال الدمج بين الأمن الواقعي والأمن الرقمي.
فمن جهة، تؤكد الضبطيات السريعة للمتهمين في الجرائم المتداولة عبر الإنترنت جاهزية الوزارة وقدرتها على استيعاب طبيعة الجريمة الحديثة.
ومن جهة أخرى، تعكس مكانة الصفحة الرسمية على فيسبوك نجاحًا إعلاميًا كبيرًا يواكب الإنجازات الميدانية.

إن مصر اليوم أمام نموذج متقدم من الأمن المتكامل، يعتمد على التكنولوجيا، والتحليل، والشفافية، والتواصل المباشر مع المواطنين، بما يجعل التجربة المصرية في مكافحة الجريمة الرقمية واحدة من التجارب الرائدة في المنطقة.

bc5766ccfd.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق