استضافت هيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة اجتماعًا رفيع المستوى مع هيئة الأركان العسكرية الدولية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك في إطار الدورة الـ 24 من مؤتمر المديرين العامين للهيئتين، بهدف تعزيز التعاون الدفاعي والتنسيق العملياتي بين الجانبين في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.
ورحب نائب المدير العام لهيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي، اللواء غابور هورفاث، بنظيره مدير عام هيئة الأركان العسكرية الدولية للناتو، الفريق ريميجيوس بالتريناس، الذي يشارك للمرة الأولى في هذا المؤتمر منذ توليه مهامه.
وأكد هورفاث - في كلمته الافتتاحية - أن المؤتمر يمثل "أحد أبرز نماذج تبادل الخبرات العسكرية بين الناتو والاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى أن البيئة الأمنية الراهنة، خاصة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وفي الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم، تتطلب تعزيز التعاون المشترك أكثر من أي وقت مضى.
من جانبه، أعرب الفريق بالتريناس عن تقديره لاستضافة الاتحاد الأوروبي هذا الاجتماع، مؤكدًا أهمية "التكامل بين القدرات والموارد والخبرات الفريدة" التي يمتلكها كل من الناتو والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الاستراتيجية المتنامية. وشدد على ضرورة توسيع قنوات التنسيق لضمان استجابة أكثر فاعلية للأزمات الأمنية المعقدة.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة مستفيضة للتقدم المحرز في خطة العمل المشتركة المتفق عليها سابقًا بين الجانبين، إضافة إلى استعراض الإجراءات المتخذة منذ الاجتماع الأخير.
وركزت الجلسات - كذلك - على تعزيز التعاون في مجالي الحركية العسكرية وتحسين تطوير القدرات الدفاعية وتبادل المعلومات؛ بما يعزز التكامل بين الطرفين ويمنع أي ازدواجية في الجهود.
وخلال ختام الاجتماع، أشاد الفريق بالتريناس بنتائج اليوم الطويل من المناقشات، مؤكدًا أن اللقاء "أسهم في ترسيخ أسس التعاون المستقبلي وتعزيز الشراكة بين المؤسستين العسكريتين".
أما اللواء هورفاث، فاختتم أعمال المؤتمر بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب استمرار التواصل بين الهيئتين ومتابعة تنفيذ الأهداف المشتركة، تمهيدًا للاجتماع القادم الذي من المقرر أن يستضيفه مقر الناتو في مايو 2026.
يأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه المشهد الأمني الأوروبي تحولات متسارعة تجعل من التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وتعزيز القدرات الدفاعية للقارة.
0 تعليق