تشهد الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية تطورات متسارعة بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفي خطوة لافتة، قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" تشكيل فريق وزاري محدود مكلّف ببدء تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، بما يشمل الترتيبات الأمنية والانتقال السياسي داخل القطاع.
تشكيل فريق وزاري ضيق لمنع التسريبات
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن الفريق الوزاري المصغر سيضم وزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير العدل ياريف ليفين.
وعند سؤال سكرتير الحكومة يوسي فاكس عن تقليص عدد أعضاء الفريق، أكد أن الهدف هو الحد من التسريبات وضمان سريّة النقاشات، خصوصا في ظل حساسية المرحلة المقبلة والتنافس السياسي داخل الحكومة.
موافقة أممية وتمهيد لنشر قوة استقرار في غزة
جاء القرار الإسرائيلي بعد أن صوّت مجلس الأمن، الإثنين الماضي، لصالح خطة ترامب ومنح تفويض رسمي من الأمم المتحدة لتأسيس ونشر "قوة استقرار دولية" في قطاع غزة.
ويُنتظر أن تلعب هذه القوة دورا محوريا في ضبط الأمن، وتهيئة البيئة المناسبة للانتقال السياسي، والحدّ من أي فراغ أمني قد يُعيد إشعال المواجهات.
اتفاق وقف إطلاق النار… محطة أولى قبل الانتقال السياسي
كانت حركة حماس وإسرائيل قد توصلتا، في 10 أكتوبر الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى.
وتضمنت المرحلة الأولى وقف العمليات العسكرية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى "الخط الأصفر"، إلى جانب الإفراج عن الرهائن والأسرى.
وقد سلّمت حماس جميع الرهائن الأحياء وعدداً من رفات القتلى، بينما لا تزال ثلاث جثامين لم تُسلَّم بعد.
مضمون المرحلة الثانية… نزع السلاح وحكم انتقالي بإشراف ترامب
تتضمن المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، المكوّنة من 20 بنداً، خطوات أكثر حساسية، أبرزها:
نشر "قوات استقرار دولية" داخل القطاع.
نزع سلاح حركة حماس بالكامل.
إقرار نظام حكم فلسطيني انتقالي بإشراف "مجلس سلام" يترأسه ترامب شخصياً.
تنفيذ إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
الانتقال إلى مسار تنمية اقتصادية واسع يشمل إعادة إعمار البنية التحتية.
وتعتبر هذه المرحلة الأكثر تعقيداً، لأنها تجمع بين البعد الأمني والسياسي والاقتصادي، وتستلزم توافقات إقليمية ودولية، فضلاً عن موافقة الأطراف الفلسطينية.
تحديات التنفيذ… وضغوط دولية متزايدة
يرى مراقبون أن نجاح المرحلة الثانية مرهون بقدرة إسرائيل على ضبط الوضع الأمني، واستعداد حماس والسلطة الفلسطينية للتعامل مع الترتيبات الجديدة، إضافة إلى الدور الأميركي المباشر في الإشراف على العملية.
ومع اقتراب دخول الخطة حيّز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى القطاع لمعرفة مدى قدرة المجتمع الدولي على إحداث تحوّل حقيقي ينهي الحرب ويؤسس لمرحلة استقرار طويل الأمد.
















0 تعليق