فيلم «شكوى رقم ٧١٣٣١٧» من بين أبرز الأعمال المشاركة فى الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وضمن مسابقة آفاق السينما العربية، حيث حاز منذ عرضه على إشادات واسعة من النقاد والجمهور.
الفيلم من إخراج ياسر شفيعى، ويعد أول عمل روائى طويل له، ويشارك فى بطولته نخبة من النجوم، على رأسهم محمود حميدة، وشيرين، وهنا شيحة، إلى جانب فريق عمل كامل فى الإنتاج والتصوير والموسيقى والتوزيع.
يعتمد الفيلم على الكوميديا السوداء لتسليط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية فى البيوت المصرية، وتحويل مشكلات بسيطة إلى مواقف تحمل أبعادًا اجتماعية ونفسية، فى تجربة سينمائية تجمع بين الواقعية والفكاهة والعمق الإنسانى.
وكشف أبطال وصناع العمل، لـ«الدستور»، عن أن الفيلم يقدم معالجة فنية مبتكرة لأزمات يومية يواجهها المواطنون، ويسعى لإبراز الصراعات الصغيرة داخل البيوت بطريقة ساخرة وواقعية فى الوقت نفسه، مع الحفاظ على روح القصة وشخصياتها، ما جعل العمل يحظى بتقدير كبير منذ عرضه فى المهرجان.
محمود حميدة زوج متقاعد يواجه مفاجآت الحياة اليومية
يقدم النجم محمود حميدة فى فيلم «شكوى رقم ٧١٣٣١٧» شخصية زوج متقاعد فى الستينات من عمره، يعيش حياة هادئة مع زوجته التى تجسد دورها النجمة شيرين فى إطار كوميديا سوداء تمزج بين الواقعية والفكاهة. حيث تتعطل الثلاجة الخاصة بـ«حميدة وشيرين»، ما يتسبب فى تغيير حياة الزوجين بهدوئهما اليومى، ويبدأ حميدة وزوجته رحلة بسيطة لإصلاحها، لكن الأمور سرعان ما تتطور لتتحول إلى سلسلة من المواقف المعقدة والمشاكل الطريفة، ما يعكس شكلًا من الصراعات اليومية التى يواجهها المواطنون فى حياتهم المنزلية.
ياسر شفيعى: الفكرة جاءت من موقف حقيقى.. ورقم الشكوى واقعى
أكد المخرج ياسر شفيعى أن فكرة فيلم «شكوى رقم ٧١٣٣١٧» بدأت من موقف شخصى واجهه بنفسه، مشيرًا إلى أن الفيلم يحمل نفس رقم الشكوى الحقيقى الخاصة به.
وأوضح شفيعى أن التجربة التى مر بها تركت أثرًا كبيرًا فى نفسه، دفعه للتفكير فى تحويلها إلى عمل سينمائى يعكس ما يحدث داخل البيوت المصرية من تفاصيل تبدو بسيطة لكنها عميقة. ولفت إلى أن تنفيذ الفيلم كان مغامرة فنية حقيقية بالنسبة له، خاصة أنه يعد أول تجربة روائية طويلة فى مسيرته الإخراجية، معربًا عن فخره بأن تكون التجربة الأولى له بالتعاون مع النجم محمود حميدة والنجمة شيرين. وأشار إلى أنه واجه صعوبات كثيرة أثناء الكتابة والتصوير، لكنه استمتع بكل مرحلة من مراحل صناعة العمل، واعتبرها تجربة تثرى أدواته كمخرج، وتمنحه دفعة أكبر نحو مشروعات سينمائية جديدة.
وأكد أن دعم فريق العمل واندماج الممثلين مع رؤيته الإخراجية، كان لهما دور كبير فى خروج الفيلم بالصورة التى كان يحلم بها، مضيفًا أن تقديم قصة مستوحاة من الواقع ساعده فى خلق حالة من القرب بين الفيلم والجمهور.
شيرين: رفضت مشهد صفع البطل فى البداية.. والتجربة أضافت لى الكثير
عبّرت النجمة شيرين، بطلة فيلم «شكوى رقم ٧١٣٣١٧»، عن تقديرها العميق للتجربة السينمائية التى خاضتها من خلال العمل، معتبرة أن هذا الدور يحمل أهمية خاصة فى مسيرتها الفنية؛ نظرًا لطبيعته المختلفة واعتماده على تفاصيل إنسانية دقيقة تتطلب تركيزًا وجهدًا كبيرين، مؤكدة أن المشاركة فى الفيلم جاءت بدافع الإيمان بالقصة، وبالطاقة الإبداعية التى يقدمها فريق العمل.
وأوضحت شيرين أنها كانت تشعر بقدر كبير من القلق قبل بدء التصوير، مشيرة إلى أن الدخول فى عمل سينمائى له حساسية خاصة عادة ما يكون مصحوبًا بتوتر، قائلة: «كان لدىّ قلق كبير من هذه التجربة، ولكن الذى شجعنى هو فكرة العمل، وبالتأكيد وجود النجم محمود حميدة الذى كان له دور مهم فى إقناعى بالتعاقد على هذا العمل».
وأضافت أن السيناريو جذبها من اللحظة الأولى، خاصة أنه يتناول موضوعًا واقعيًا بقالب فنى غير تقليدى، ما شجعها على خوض التجربة رغم مخاوفها الأولى، مؤكدة أن الفيلم يمثل بالنسبة لها مساحة لاكتشاف قدرات جديدة فى الأداء.
وتحدثت عن دعم الفنان محمود حميدة لها أمام الكاميرا وخلفها، مشددة على أنه كان أحد أهم أسباب نجاح تجربتها فى الفيلم، قائلة: «أشكر كل صناع الفيلم، وعلى رأسهم محمود حميدة، الذى كنت أشعر أثناء التصوير معه بأنه يأخذ بيدى ويطير معى فى كل مشهد نصوره، فحضوره يجعلنى أشعر بالراحة والطمأنينة، وهذا وفر علىّ مجهودًا نفسيًا كبيرًا، وساعدنى فى التركيز على التمثيل فقط دون أن أُشتت بأى شىء آخر».
وكشفت شيرين عن كواليس مشهد صفعها محمود حميدة على وجهه الذى يظهر خلال أحداث الفيلم، موضحة أنه كان من أكثر المشاهد المثيرة للجدل أثناء التحضير، قائلة: «فى البداية رفضت المشهد تمامًا، لكن محمود حميدة رأى ضرورة تنفيذه، لأنه جزء أساسى من اللحظة الدرامية، ويوصل إحساسًا مهمًا للجمهور».
وأضافت أن إصرار «حميدة» جاء من رؤيته الفنية وخبرته الطويلة، وأن النقاش الذى دار حول المشهد جعلها تتعمّق أكثر فى فهم دوافع الشخصية، ما ساعدها فى تقديمها بشكل طبيعى ومقنع.
واختتمت شيرين تصريحاتها بالتأكيد أن العمل فى هذا الفيلم أضاف لها الكثير، سواء على المستوى الفنى أو الشخصى، مشيرة إلى أن التعاون مع فريق يمتلك هذا القدر من الاحترافية، جعل رحلتها داخل العمل أكثر ثراء، وأن وجود محمود حميدة تحديدًا كان أحد أبرز عوامل دعمها وتطوير أدائها.
هنا شيحة: يركز على مشكلة شركات الصيانة بطريقة ساخرة.. ويقدم رؤية مختلفة تركز على حياة المواطنين
قالت الفنانة هنا شيحة إنها سعيدة بالمشاركة فى فيلم «شكوى رقم ٧١٣٣١٧»، مؤكدة أن العمل يتميز بالجرأة، ويعتمد على الكوميديا السوداء لتفكيك تفاصيل تبدو بسيطة، لكنها تعكس الكثير من ملامح الواقع المصرى.
وأوضحت «هنا» أن الفيلم يقدم رؤية مختلفة تركز على حياة المواطنين بطريقة تجمع بين السخرية والعمق فى آن واحد، ويعتمد بشكل رئيسى على الكوميديا لتسليط الضوء على أزمة يومية متكررة داخل معظم البيوت المصرية، وهى التعامل مع شركات الصيانة ومشكلات الأعطال المفاجئة للأجهزة الكهربائية. وتابعت أن السيناريو نجح فى تحويل هذه الأزمة المعتادة إلى رحلة مليئة بالمواقف المتتالية، التى تكشف بدورها عن أبعاد اجتماعية ونفسية لا ينتبه إليها الكثيرون. وأضافت: «العمل يناقش مشكلة يومية يمر بها الجميع، تبدو بسيطة، لكنها فى الحقيقة لها أبعاد أعمق، لأن كل مشكلة صغيرة من الممكن أن تفتح بابًا لمشكلات أكبر، سواء داخل البيت أو فى علاقتنا بالآخرين»، مؤكدة أن قوة الفيلم تكمن فى صدقه وقربه من تفاصيل الناس.
وأشارت إلى أن اختيار أسلوب الكوميديا السوداء منح العمل مساحة أكبر للتعبير عن هذه الأزمات بطريقة سلسة وغير مباشرة، تسمح للجمهور بالتفاعل مع الشخصيات والشعور بما تعانيه دون افتعال أو مبالغة، وهو ما أراه أحد أهم أسباب تميز الفيلم عن الأفلام الأخرى التى تشارك فى نفس المسابقة بالمهرجان.
ولفتت إلى أنها تبحث دائمًا عن أعمال تحمل قيمة فنية وتتطرق لموضوعات غير مستهلكة، مؤكدة أن «شكوى رقم ٧١٣٣١٧» يضيف إلى رصيدها الفنى، لأنه يقترب من الجمهور بطريقة غير تقليدية.
















0 تعليق