الأحد 23/نوفمبر/2025 - 11:30 م 11/23/2025 11:30:26 PM
استضافت مؤسسة "الدستور" بمقرها بالدقي فعاليات صالون سلوى بكر الثقافي، والتي جاءت تحت عنوان "الأدب الروسي الراهن"، والتي حاضر فيها الدكتور والمترجم والروائي أشرف الصباغ.
صالون سلوى بكر الثقافي
يقول أشرف الصباغ عن الأدب الروسي الراهن:" إن دخول الجنس الأدبي إلى مناطق الكوارث والقضاء الفظيع والذي يشكل أهمية بالنسبة للباحث لم يبد مهما بالنسبة للقارئ المجهد من "الانحطاط" في الأدب وفى الحياة، حيث اغتصبته الموضوعات الخاصة بنهاية العالم في نهاية القرن. إذن فما الذي أصبح (آنذاك وفيما بعد) جنسا أدبيا قويا؟ إنها النصوص السردية الأكثر اتساعا ورحابة على مستوى اللغة والموجهة مباشرة من الكاتب/ البطل مثل "تربنة الجمجة" لسيرجي جاندليفسكي، و"صورة لفنان في صباه" لباخيت كنجييف، وسلسلة بطاقات ليف روبينشتين بعنوان "هذا أنا". ذلك هو أدب "المؤلف" (على حد تعريف بعض النقاد الروس منذ بداية ثمانينات القرن العشرين)، أي ذلك الأدب الذي تنسـم الحرية أو "المكاشفة الجديدة"، والذي يصبح، مع المؤلف/ البطل في المركز، أكثر حيوية وإمكانيـة مستقبلية.
الأدب الروسي الراهن
ويضيف:" هنا يمكن أن نحدد أولى ملامح الأدب الجديد في روسيا. إذ أصبح يتحرك على مستوى الأجناس الأدبية وليس على مستوى "الاتجاهات". في تلك الحركة يظهر الكتاب المختلفون تماما، بل والمتناقضون مع بعضهم البعض، بمظهر "أصحاب الأجناس المتجاورة" على نحو فجائي حيث يتلاقون ويتقاطعون. فأندريه بيتوف على سبيل المثال يكتب القصة المحزنة "الحياة بدوننا"، بينما يكتب أناتولي ريباكوف "رواية-مذكرات" المليئة بالحيوية. أما أنستاسيـا جوستفا فالنص لديها يتكون من مونولوج داخلي متواصل للبطلة/المؤلفة. تلك الفكرة الأساسية للجنس الأدبي تتجسد في شكل الرسالة (أو المراسلات)، أو اليوميات، أو المقالات، أو السيرة الذاتية، أو الذكريات-الشيء الرئيس هنا هو أن الوعي والوعي الباطن الخاص يشكلان ذات الانعكاس الفني وموضوعه. فذلك ليس سرد الاعتراف لفترة الستينات، وإنما أدب جديد استفزه و"طلبه" في آن واحد اهتمام القارئ المتزايد بـ "الذكريات والأرشيفـات والشهادات" حيث يتم استبدال الموضوع الخارجي (الأشكال الخادعة البارعة والمُغالى فيها فنيا في أعمال بيليفين وشاروف) بالداخلي، أي بالبحث عن الذات عن طريق التأمل أو الانعكاس التلقائي.
الدكتور أشرف الصباغ
ويختتم أشرف الصباغ:" في نهاية المطاف، بدأت النظرية النسبية تنجح في الأدب. ليكن وضع الكاتب أو دوره أو وظيفته، ليكن جنس العمل أو حجمه، ليكن مكان النشر-ليكن كل ما يكون. فالكاتب هو كل من يصنع نصا، وكل من يصنع ليس فقط نفسه بقدر ما يصنع "نموذجا". في هذا النطاق بدأ الأدب في روسيا في السنوات الأخيرة يمتلك شكلا محددا يمكن الحديث عنه بعد الكارثة التي حاقت به في سنوات الانهيار. بل ويمكن الآن الحديث عن نماذج محددة، وحدود أدبية واضحة، وإن كانت تلك الحدود تتكسر فلسفيا في بناء النص.













0 تعليق