قالت الدكتورة سمر الخمليشي، المحللة السياسية المغربية وأستاذة العلوم السياسية بالمعهد الجامعي للدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس في المغرب، إن رد فعل البوليساريو على تصويت مجلس الأمن الدولي بمنح المغرب السيادة على الصحراء، كان متوقعا فقد رفضت النص فور إعلان النتيجة، متمسكةً بموقفها التقليدي فقادة البوليساريو مهتمون بالدرجة الأولى بالحفاظ على مواقعهم وسيطرتهم على المخيمات، بدلًا من السعي إلى حل سياسي واقعي ويعكس رفضهم صراعا داخليا على السلطة أكثر منه رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية.
وأوضحت الدكتورة سمر الخمليشي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن هناك أكثر من سيناريو متوقع من البوليساريو خلال الفترة المقبلة، الأول هو الاستمرار في الرفض والتصعيد الإعلامي، حيث ستكثف الجبهة من خطابها السياسي والإعلامي للتشكيك في شرعية القرار، محاولة تعبئة الرأي العام في المخيمات وتحريك بعض أنصارها في الخارج.
وأضافت "الخمليشي" أن السيناريو الثالث هو محاولة لفت الانتباه الميداني وقد تلجأ البوليساريو إلى بعض المناوشات المحدودة شرق الجدار الأمني لإبقاء النزاع حيًّا وإظهار نفسها كفاعل ميداني، دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية شاملة تدرك أنها غير قادرة على تحملها
وأشارت إلى أن السيناريو الثالث هو تنامي الضغوط الداخلية وتراجع النفوذ، ما سيعمّق الانقسام داخل قيادة البوليساريو، خصوصًا بين جيل قديم متشبث بالقيادة الحالية وشباب بدأ يفقد الثقة في جدوى هذا الخطاب.
لافتة إلى أن السيناريو الأخير ربما يكون تزايد العزلة السياسية مع توسّع التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وقد تجد الجبهة نفسها تدريجيًا في موقع دفاعي، وتضطر إلى إعادة حساباتها أو الدخول في مفاوضات غير مباشرة بوساطة أممية.
وفي سياق آخر أوضحت الخمليشي أن سبب امتناع بعض الدول عن التصويت (روسيا، الصين، باكستان) يعكس الامتناع عن التصويت خيارًا متوازنًا فقد أرادت الصين وروسيا استرضاء كل من المغرب والجزائر دون إثارة توتر إقليمي غير أن البيان الرسمي الصادر عن بكين ــ الذي يؤكد على التوازن واحترام مبدأ تقرير المصير والحاجة إلى نص أكثر حيادية ــ أثار بعض الدهشة في الرباط، نظرا للديناميكية الإيجابية التي تميز العلاقات الاقتصادية والسياسية المغربية الصينية.
وتابعت "وبخصوص روسيا، يُعدّ عدم استخدام حق النقض (الفيتو) تطورًا إيجابيًا للغاية فهو يُظهر عدم رغبتها في عرقلة نصٍّ يُسهم في استقرار المنطقة، مع الحفاظ على حيادٍ يُفيد علاقاتها مع الدولتين الجارتين، وفيما يتعلق بموقف باكستان، يجب أن نذكر بأن وزير خارجيتها كان قد أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الجزائري في 29 أكتوبر، قبيل التصويت لا شك أن هذا التنسيق أثر على قرار باكستان بتبني موقف محايد ظاهريًا، حفاظًا على علاقاتها مع الجزائر دون مواجهة مباشرة مع المغرب.
وأكدت أن المغرب سيواصل العمل على المضمون الملموس للحكم الذاتي، مُعززًا تنمية الأقاليم الجنوبية، وعلى المستوى الدبلوماسي سيواصل تعزيز تحالفاته والدفاع بحزم عن موقفه، مع البقاء على أهبة الاستعداد لأي طارئ على أرض الواقع.













0 تعليق