دماء المدنيين تسيل.. تفاصيل هجوم بطائرة مسيّرة للدعم السريع على قرية شرق الأبيض

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت حكومة ولاية شمال كردفان، سقوط عشرات القتلى والجرحى في هجوم نفذته ميليشيا الدعم السريع بطائرة مسيّرة استهدفت منطقة خور طقت الواقعة شرق مدينة الأُبيّض، في تصعيد جديد للعنف ضد المدنيين في الولاية التي تشهد استقرارًا نسبيًا مقارنة ببعض مناطق دارفور.

وقالت حكومة الولاية في بيان رسمي إن "ميليشيا الدعم السريع تواصل انتهاكاتها الممنهجة وقتلها للأبرياء العزّل من المواطنين بكل أنواع الأسلحة، وها هي اليوم توجه أسلحتها لقتل المواطنين بقرية اللويب التابعة لإدارية خور طقت أثناء تواجدهم في سرادق عزاء بالمنطقة"، مؤكدة أن الهجوم أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.

طائرات وقذائف مباشرة على التجمع المدني 

 


وأوضحت مصادر محلية أن المسيّرة التابعة للدعم السريع أطلقت قذائف مباشرة على التجمع المدني، مما أدى إلى مجزرة مروّعة واحتراق عدد من المنازل، في حين هرعت فرق الإسعاف لنقل الجرحى إلى مستشفى الأبيض وسط صعوبات بالغة بسبب القصف المتكرر.

وأكد شهود عيان أن الهجوم لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق أن استهدفت ميليشيا الدعم السريع قرى أخرى في شمال كردفان خلال الأسابيع الماضية، في ما يبدو أنه نهج منظم لترهيب السكان المدنيين وإجبارهم على النزوح من مناطقهم.

بدورها، وصفت حكومة شمال كردفان الهجوم بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان، مطالبة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الأعمال الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، ومشددة على ضرورة حماية المدنيين ووقف استهداف المناطق الآمنة.

ويأتي هذا الهجوم في وقت تتزايد فيه التقارير عن تصعيد الميليشيا لهجماتها بالطائرات المسيرة في ولايات دارفور وكردفان، بعد أن فقدت السيطرة الميدانية على عدد من المناطق أمام القوات المسلحة السودانية. 

وتؤكد مصادر عسكرية أن الدعم السريع يعتمد بشكل متزايد على الدعم الخارجي والتكنولوجيا الحديثة لتنفيذ عملياته، ما يثير مخاوف من استمرار موجات العنف ضد المدنيين.

من جانبها، عبّرت منظمات محلية وإنسانية عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية في شمال كردفان، محذّرة من أن استمرار القصف قد يدفع آلاف الأسر إلى النزوح نحو مناطق أكثر أمانًا، الأمر الذي يزيد الضغط على الخدمات الإنسانية المحدودة أصلًا.

وأكدت مصادر في وزارة الصحة بالولاية أن فرقها تبذل جهودًا مضنية لإسعاف الجرحى وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، داعية إلى دعم عاجل للقطاع الصحي في المنطقة.

ويُعد هذا الهجوم أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تنفذها ميليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في السودان، وسط مطالبات متكررة من الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بضرورة إدراج هذه الجرائم ضمن ملفات التحقيق الدولية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق