في مثل هذا اليوم، وُلد الشاعر اليوناني أوديسو إليتيس (2 نوفمبر 1911 – 18 مارس 1996)، أحد أبرز الأصوات الشعرية في الأدب اليوناني الحديث، والحائز على جائزة نوبل في الأدب لعام 1979، تقديرًا لقصائده التي احتفت بالحرية والجمال الإنساني، ولقدرته على المزج بين روح اليونان القديمة وحداثة الشعر الأوروبي.
جذور وبدايات أوديسو إليتيس
وُلد إليتيس في مدينة هيراكليون بجزيرة كريت لأسرة ميسورة الحال من جزيرة ليسبوس، لكنه تخلّى في شبابه عن اسم عائلته التجاري المرتبط بصناعة الصابون، رغبةً منه في أن ينأى بأدبه عن أي ارتباطات مادية أو عائلية.
درس القانون في جامعة أثينا، غير أن شغفه الحقيقي كان بالشعر، خاصة بعد تأثره بالمدرسة السريالية الفرنسية وبالشاعر بول إيلوار، ومع بداية الثلاثينيات، نشر قصائده في مجلة "نيا جراماتا"، التي كانت منبرًا لجيل أدبي جديد عُرف باسم "جيل الثلاثينيات"، والذي ضم أيضًا الشاعر جورج سيفيريس، أول يوناني يفوز بنوبل في الأدب عام 1963.
الخطوة الأولى لـ أوديسو إليتيس نحو الخلود الأدبي
تميزت قصائد إليتيس الأولى بفرادتها في الصوت والصورة، إذ صاغ ضمن الإطار السوريالي مزيجًا من الرمزية والوجدان الوطني، وبرز ذلك في مجموعته الشعرية الأولى "الاتجاهات" الصادرة عام 1940، والتي جمعت أعماله المبكرة.
شاعر المقاومة والحرية
عندما احتلت ألمانيا النازية اليونان عام 1941، شارك أوديسو إليتيس في القتال ضد القوات الإيطالية في ألبانيا، وأصبح لاحقًا شاعرًا وطنيًا لجيله، إذ تحولت قصيدته الشهيرة "أنشودة بطولية ورثائية للملازم الثاني المفقود في حملة ألبانيا" (1945) إلى رمز للمقاومة والحرية بين الشباب اليونانيين.
وبعد سنوات الحرب الأهلية اليونانية، التزم إليتيس الصمت الأدبي نحو خمسة عشر عامًا، قبل أن يعود عام 1959 بعمله الأشهر "جدير هو" (To Axion Esti)، وهي قصيدة مطوّلة يتأمل فيها جوهر وجوده وهويّة وطنه وشعبه، وقد نالت هذه القصيدة شهرة واسعة بعد أن لحنها الموسيقار ميكيس ثيودوراكيس، مما رسّخ مكانة إليتيس كشاعر الأمة ومهّد لفوزه بجائزة نوبل في الأدب.
إبداعات أوديسو إليتيس
غادر إليتيس إلى باريس لفترة قصيرة بعد الانقلاب العسكري في اليونان عام 1967، وهناك واصل مسيرته الأدبية، فكتب أعمالًا مهمة منها: "الشمس السيد" (1971)، "الأبناء غير الأشقاء" (1974)، "البحّار الصغير" (1986)، "مراثي أوكسوبترا" (1991)، وقد صدرت بعد رحيله مجموعة شاملة لأعماله بعنوان "الأعمال الشعرية الكاملة لأوديسيوس إليتيس" عام 1997، تضمنت ترجمات إنجليزية لقصائده.
















0 تعليق