لم تتوقف مصر يومًا عن صنع التاريخ أو عن حفظه وتوثيقه للأجيال، فهي الأرض التي ما زالت تقدم للعالم بصمةً حضاريةً فريدة تجمع بين عبق الماضي وروح الحداثة.
واليوم، يتجلى ذلك بوضوح في المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ واحدًا من أعظم المشروعات الحضارية والثقافية التي أنجزتها الدولة المصرية في العصر الحديث، ليصبح شاهدًا على مسيرة إنجازات طويلة تؤكد أن مصر لا تكتفي بصناعة المجد بل تواصل صونه ونقله للعالم أجمع بكل فخرٍ واعتزاز.
يأتي المتحف المصري الكبير ليكون بوابةً جديدةً للتاريخ، ومركزًا عالميًا يجسد الهوية المصرية ويبرز إرثها العريق الممتد عبر آلاف السنين، فهو لا يكتفي بعرض القطع الأثرية، بل يروي قصة الإنسان المصري منذ فجر الحضارة حتى يومنا هذا، في مشهد فريد يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقد حرصت القيادة السياسية على أن يكون هذا الصرح العملاق معبرًا عن هوية الأمة المصرية، فكان التخطيط والتنفيذ على أعلى مستوى من الدقة والإبداع، حيث يضم المتحف بين جنباته كنوزًا أثرية لا تُقدّر بثمن، منها مقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة أمام العالم، إلى جانب آلاف القطع التي تحكي فصولًا من التاريخ المصري القديم وتربط الماضي بالحاضر.
وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت إلى أن مصر والعالم كله ينتظران لحظة افتتاح هذا المتحف العالمي، الذي سيُزيح الستار عن أكبر متحف أثري مغطى في العالم، ليكون رمزًا جديدًا من رموز القوة الناعمة المصرية.
وأضاف أن المتحف لا يمثل فقط مشروعًا ثقافيًا، بل يعكس رؤية وطنية متكاملة لدعم التنمية المستدامة، وتعزيز الدور الريادي لمصر في مجالات السياحة والحضارة والثقافة.
وأكد عصمت أن الجهود الكبيرة التي بُذلت في إنشاء هذا المشروع العملاق تؤكد مدى اهتمام القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالحفاظ على الهوية المصرية ودعم مكانتها أمام العالم.
ووجّه الوزير التحية لكل من شارك في هذا الإنجاز، من مهندسين وعمال وخبراء وأثريين، الذين جسدوا بحماسهم وإخلاصهم روح الانتماء والإبداع.
واختتم الوزير مقاله بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أو صرح أثري، بل هو رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تجسد فيها عبقرية المكان وروح الإنسان المصري، ليظل شاهدًا خالدًا على عظمة هذا الوطن الذي علّم الدنيا معنى الحضارة، وما زال يواصل العطاء بنفس العزم والإرادة.









 
            






 
                
            
0 تعليق