غلبها حب الأمومة.. «منة» اختارت الخُلع بعد 7 سنوات من الصبر على عُقم زوجها

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أروقة محكمة الأسرة، جلست «منة س.»، 28 عامًا، تحمل نظراتها خليطًا من الحزن والتعب، بين يديها أوراق دعوى خلع، لكنها تحمل في قلبها سبع سنوات من الصبر والأمل المكسور. كانت تحب زوجها «سيد ع.»، 33 عامًا، حبًا صادقًا، جمعهما زواج هادئ قائم على التفاهم والمودة، لكن القدر كان له رأي آخر حين حُرما من نعمة الإنجاب.

تقول «منة» في دعواها: «لفّينا على المستشفيات، صرفنا كل اللي ورانا وقدامنا، وكل دكتور كنا بنروح له كنا بنرجع بأمل، لكن مفيش جديد». وتتابع بنبرة خافتة: «كل التحاليل كانت بتقول إن المشكلة عنده، بس مكنتش بقدر أقول كده لحد.. كنت بحاول أحافظ على صورته قدام الناس، لكن مع مرور الوقت الحلم بقى عبء كبير».

لم تكن «منة» تبحث عن الطلاق في البداية، بل كانت تتمسك بزوجها رغم نظرات الشفقة من الأقارب وكلمات السخرية من البعض. تضيف: «كنت بحبه جدًا، ومكنش سهل أسيبه، بس في نفس الوقت كنت بحلم بطفل يملالي البيت، يناديني ماما.. إحساس صعب لما تحسي إن عمرك بيعدي ومفيش صوت طفل في حياتك».

ومع مرور السنوات، بدأت الخلافات تظهر، الصمت حلّ محل الحديث، والبيت الذي كان مليئًا بالضحك أصبح ساكنًا بلا روح. تقول منة: «هو اتغير، بقى عصبي ومكتئب، وأنا بقيت مش قادرة أتحمل.. كنت بحاول أواسيه، لكن وجعي كان أكبر من أي كلام».

زاد الألم حين بدأت المقارنات من الأهل، والاتهامات بالأنانية لأنها لم تنفصل رغم علمها بالعقم. «كل يوم كنت بسمع كلمة تجرح.. يقولولي ضيعتي شبابك، استنيتي ليه؟ لكن محدش حس قد إيه كنت بحبه ومقدرتش أسيبه».

وفي النهاية، اتخذت منة القرار الأصعب، قرار الخلع. تقول: «مكنتش عايزة أظلمه ولا أظلم نفسي.. حبيت أبدأ حياة جديدة يمكن ربنا يعوضني».

نهاية مؤلمة

رحلت منة عن بيت الزوجية وهي تحمل جرحًا كبيرًا، لم تتركه الخيانة أو الفقر، بل تركه غياب الحلم الوحيد الذي كانت تحيا من أجله.. حلم الأمومة. وما زالت قضيتها منظورة أمام المحكمة، بين سطورها حكاية امرأة غلبها الحنين إلى كلمة «ماما».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق