أكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري أن إسرائيل ما زالت تواصل ضرب مواقع لبنانية منذ بدء تنفيذ الترتيبات الأمنية الأخيرة، مشيراً إلى أن أهدافها ونواياها تبقى غامضة، ولا أحد يعرف خططها الفعلية تجاه الاتفاق القائم.
وأوضح متري في تصريحات تلفزيونية أن هذه الاعتداءات تشكل تحدياً مباشراً للسيادة اللبنانية، وتضع الحكومة أمام مسؤوليات كبيرة في حماية أمن البلاد والحفاظ على استقرارها الداخلي، مشدداً على أن لبنان لا يريد العودة إلى دوامة الحرب.
الجيش ينفذ الخطة رغم الإمكانيات المحدودة
وأشار متري إلى أن الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد في تنفيذ خطة نزع السلاح التي أقرتها الحكومة ضمن بنود اتفاق وقف التصعيد، لافتاً إلى أن الخطة في مرحلتها الأولى وستستكمل في المدى القريب.
وأضاف أن تنفيذ الخطة يواجه عوائق تتعلق بمحدودية الإمكانيات العسكرية واللوجستية، إضافة إلى استمرار الغارات الإسرائيلية التي تعرقل حركة الوحدات الميدانية وتؤخر عمليات الانتشار في الجنوب.
كما شدد على أن المؤسسة العسكرية تتحين الفرص لأداء مهامها بالكامل، وقد نفذت بالفعل مداهمات محدودة لعدد من المواقع العسكرية ضمن نطاق الخطة المقررة.
موقف حزب الله يعقّد المشهد
وفي سياق متصل، أشار نائب رئيس الحكومة إلى أن مواقف حزب الله العلنية لا تزال رافضة لتسليم السلاح، ما يعقد تنفيذ البنود الأمنية المرتبطة بالاتفاق.
وأوضح أن تصريحات المبعوث الأميركي توم براك الأخيرة حول مستقبل لبنان “صورت المشهد بطريقة دراماتيكية”، في إشارة إلى تحذيرات من احتمال انهيار الاتفاق في حال استمرار التوترات.
الحكومة تسعى لتجنب الحرب وإجراء الانتخابات
وأكد متري أن الحكومة اللبنانية تعمل بكل طاقتها على إبعاد البلاد عن شبح الحرب، مشيراً إلى أن الأولوية الآن هي الحفاظ على الهدوء الأمني واستكمال تطبيق الاتفاق، مع التأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد.
كما أوضح أن وجود حزب الله المسلح في الجنوب لم يمنع إسرائيل من احتلال خمس مواقع داخل الأراضي اللبنانية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني والحاجة إلى تعزيز قدرات الجيش.
خلفية الاتفاق
يُذكر أن اتفاق وقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل بدأ سريانه في 28 نوفمبر من العام الماضي، بعد عام كامل من المواجهات المسلحة بين الطرفين.
وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، وتراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، إضافة إلى تسليم سلاح المجموعات المسلحة للجيش اللبناني، الذي يتولى انتشاراً واسعاً في الجنوب لضمان الاستقرار.
ورغم صعوبة التنفيذ، تؤكد الحكومة اللبنانية أنها ملتزمة بالكامل بالاتفاق، وأن الجيش سيواصل مهمته “مهما كانت التحديات”، على أمل أن تلتزم إسرائيل من جانبها ببنوده لتهيئة بيئة سلام حقيقية في المنطقة.
0 تعليق