10 أعوام على رحيل جمال الغيطاني.. هذه أبرز مؤلفاته

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

10 أعوام مرت على رحيل الأديب والروائي جمال الغيطاني (1945–2015)، أحد أبرز الأصوات الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين، وصاحب المشروع الروائي الذي استلهم التراث المصري والعربي ليصنع منه عالما أدبيا مدهشا جمع بين الأصالة والحداثة.

ولم يكن الغيطاني مجرد روائي، بل مؤرخًا للحارة المصرية وذاكرة الوطن، وصحفيا مثقفا ترك بصمة عميقة في المشهد الثقافي العربي.

بدايات جمال الغيطاني.. من "جهينة" إلى "الجمالية"

وُلد جمال الغيطاني في 9 مايو 1945 بقرية جهينة بمحافظة جرجا (سوهاج حاليا)، إلا أنه نشأ في قلب القاهرة القديمة وتحديدا منطقة الجمالية التي شكّلت وجدانه وطبعت أعماله بطابعها الشعبي والتراثي المميز.

تلقى تعليمه في مدارس الجمالية والعباسية الفنية، حيث درس تصميم وصباغة السجاد الشرقي، وبعد تخرجه عام 1962 عمل مفتشًا على مصانع السجاد في القرى المصرية، وهي التجربة التي عرّفته بوجوه مصر الشعبية، قبل أن يبدأ رحلته في عالم الأدب والصحافة.

اعتقال جمال الغيطاني

في عام 1966، تم اعتقال جمال الغيطاني بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسي سري، وقضى ستة أشهر في المعتقل تعرّض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي، وكانت لهذه التجربة أثرها الفكري العميق في كتاباته التي امتلأت لاحقًا بالتأمل في السلطة والحرية والمصير الإنساني، وظهرت بوضوح في أعمال مثل الزيني بركات والتجليات.

من الميدان إلى القلم.. الغيطاني الصحفي

بدأ جمال الغيطاني مسيرته الصحفية في "أخبار اليوم" بدعوة من المفكر الراحل محمود أمين العالم، ثم تخصص في الصحافة العسكرية أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وكتب تحقيقات من الجبهتين المصرية والسورية.

وانتقل بعدها إلى قسم التحقيقات، ثم ترأس القسم الأدبي، وبعدها رئاسة تحرير سلسلة "كتاب اليوم"، وصولًا إلى تأسيس وتحرير جريدة "أخبار الأدب" عام 1993، التي ظلت منبرًا للأدب الجاد حتى رحيله.

الزيني بركات.. أيقونة الأدب السياسي

يُعد جمال الغيطاني أحد أبرز من استخدموا التراث العربي في كتابة الرواية الحديثة، وروايته الأشهر "الزيني بركات" (1971) تُعتبر عملا محوريًا في الأدب العربي، إذ مزج فيها بين وقائع التاريخ المملوكي وأجواء القهر السياسي المعاصر، لتتحول إلى مرآة للواقع المصري والعربي.

وفيما بعد؛ أصدر أعمالًا بارزة مثل "وقائع حارة الزعفراني"، "التجليات" بأجزائها الثلاثة، و"متون الأهرام"، وغيرها من النصوص التي امتزج فيها السرد بالتصوف والتاريخ واللغة الشعرية.

"قضية زبيبة والملك".. عاصفة افتراء ثقافية

في مطلع الألفية، واجه الغيطاني اتهامات غريبة بأنه الكاتب الحقيقي لرواية "زبيبة والملك" المنسوبة لصدام حسين، بعد نشر موقع دانماركي مزاعم بهذا الشأن، إلا أن الأديب المصري نفى الأمر تمامًا، وتضامن معه عدد كبير من المثقفين العرب، وصدرت بيانات من اتحاد الكتاب الفلسطينيين ووزراء ثقافة عرب رفضوا تلك الادعاءات، واعتبروها محاولة للنيل من رموز الثقافة العربية.

مؤلفات جمال الغيطاني 

ترك جمال الغيطاني إرثًا أدبيًا هائلًا يضم عشرات الروايات والمجموعات القصصية من بينها: أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزيني بركات، التجليات، حكايات المؤسسة، حراس البوابة الشرقية، متون الأهرام، وقائع حارة الزعفراني، نثار المحو، دنا فتدلى، مطربة الغروب، نجيب محفوظ يتذكر، المجلس المحفوظية، الرسائل في الصبابة والوجد، أسفار المشتاق، شطح المدينة، المصريون والحرب.
وقد تُرجمت أعماله إلى الفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها، حيث حظي بشهرة واسعة في أوروبا.

ونال الغيطاني العديد من الجوائز الرفيعة، من أبرزها: جائزة الدولة التشجيعية عام 1980، وسام الفنون والآداب الفرنسي (رتبة فارس) عام 1987، جائزة سلطان العويس عام 1997، جائزة الدولة التقديرية عام 2007، جائزة معهد العالم العربي بباريس عام 2009، كما حصل على جائزة لور-باتايون الفرنسية لأفضل عمل مترجم عن رواية "التجليات"، مشاركة مع المترجم خالد عثمان.

الأيام الأخيرة في حياة الغيطاني

عانى جمال الغيطاني من مشكلات في القلب، أجرى بسببها عمليتين جراحيتين عامي 1996 و2007، قبل أن تتدهور حالته الصحية في أواخر حياته.

وفي 18 أكتوبر 2015، رحل عن عالمنا في مستشفى الجلاء بالقاهرة، بعد مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن في خدمة الأدب والفكر والصحافة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق