عمليات أمنية دقيقة.. رؤوس كبيرة في قبضة الجيش والعين على العصابات

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تعيش منطقة بعلبك الهرمل منذ أسابيع مرحلة أمنية جديدة، مع تصاعد العمليات التي ينفّذها الجيش بهدف فرض النظام وإنهاء الفوضى التي سادت لسنوات.

Advertisement

فبعد سلسلة عمليات دقيقة نُفّذت في أحياء المدينة وبلداتها الحدودية، تؤكّد مصادر أمنية لـ"لبنان24" أنّ الجيش يفرض اليوم سيطرته الكاملة على الأرض، وأنّ منسوب الجريمة في المنطقة انخفض بشكل واضح بفعل الملاحقات المستمرة للمخلّين بالأمن والمطلوبين الخطرين.
 
بحسب المعلومات، شكّلت عملية دقيقة نفّذها الجيش مؤخرًا محطة أساسية في استعادة زمام الأمن. فقد تمكّنت الوحدات العسكرية من تفكيك آخر معاقل العصابات التي كانت تفرض "الخوات" على التجار وأصحاب المحال، والقبض على أبرز المطلوبين الذين كانوا يتوعدون القوى الأمنية بالقتل علنًا، ما أنهى فعليًا مرحلة "السطوة" التي عاشتها المدينة خلال السنوات الماضية. ويؤكد مصدر أمني لـ"لبنان24" أنّ الجيش ومديرية المخابرات حسما نهائيًا مسألة الفلتان الأمني، مشيرًا إلى أنّ المسيّرات والدوريات اليومية التي ينفّذها الجيش في شوارع بعلبك باتت جزءًا ثابتًا من خطة الانتشار لضمان استمرار الأمن في الأسواق والأحياء الحيوية.
أما أصحاب المحال التجارية الذين طالما عانوا من الابتزاز والتهديد، فقد لمسوا، بحسب ما نقل مصدر محلي لـ"لبنان24"، تراجعًا جذريًا في حالات الترهيب، ما شجّعهم على إعادة فتح متاجرهم واستئناف نشاطهم التجاري تدريجيًا.
 
ملاحقة المروّجين وتضييق الخناق على شبكات المخدرات
بعيدًا عن ملف الخوات والعصابات، يواجه الجيش تحديًا موازياً يتمثل في ملاحقة تجّار ومروّجي المخدرات الذين ينشطون في بعض القرى الواقعة على تخوم بعلبك والهرمل. وبحسب معلومات أمنية خاصة لـ"لبنان24"، فإنّ وحدات من المخابرات كثّفت عمليات الدهم في الأيام الأخيرة ضمن خطة شاملة تهدف إلى قطع خطوط التوزيع المحلي والحد من التهريب عبر المعابر غير الشرعية.وتشير المعطيات إلى أنّ العشرات من المروّجين والمصنّعين المحليين تم توقيفهم خلال الأسابيع الماضية، فيما تُطوَّق مزارع الحشيشة غير الشرعية في عدد من المناطق الجبلية.
كما نجحت القوى الأمنية في مصادرة كميات من الكبتاغون وحبوب الهلوسة كانت معدّة للتهريب، ما يؤكد أنّ المعركة مع شبكات المخدرات باتت في مراحلها المتقدمة.
 
وحسب معلومات "لبنان24"، فإنّ الجيش اعتمد في عملياته الأخيرة سياسة "التقدّم بالتفاهم"، إذ يمنح مساحة للحوار مع وجهاء القرى والعقلاء المحليين قبل تنفيذ أي خطة أمنية، في محاولة لتجنّب الاشتباكات والحفاظ على السلم الأهلي.
هذه المقاربة، وفق المصدر، تُظهر فعالية كبيرة في تسليم المطلوبين طوعًا، وتخفيف التوتر داخل البلدات التي كانت تُعدّ مغلقة أمام الدولة لسنوات طويلة.
وعلم "لبنان24" أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل يشرف شخصيًا على العمليات الجارية في بعلبك – الهرمل، ويتابع مع غرفة العمليات الميدانية أدقّ التفاصيل. وقد وجّه العماد هيكل تعليمات واضحة لقيادة المنطقة بضرورة ضبط الأمن من دون أي تهاون، مع الحرص على حماية الأهالي والتجّار وطمأنتهم بأنّ الدولة عادت فعليًا إلى المنطقة.
 
بهذه التطورات، تطوي بعلبك صفحة طويلة من الخوف والفوضى. فمن إنهاء سطوة العصابات إلى ضرب شبكات التهريب والمخدرات، يؤكد الجيش أنّ المنطقة باتت تحت السيطرة التامة، وأنّ الأمن لم يعد شعارًا موقتًا، بل واقعًا ميدانيًا راسخًا. وإذا استمر هذا الزخم الميداني كما تشير المعلومات، فإنّ بعلبك تستعيد وجهها الطبيعي كمدينة للحياة، لا ساحة للتهديد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق