فى قلب بيروت، وبين أزقتها ومقاهيها التى تعكس تاريخًا طويلًا من التلاقى العربى، يطل علينا السفير المصرى علاء موسى، المعروف هناك بلقب «صديق اللبنانيين»، فحب واحترام اللبنانيين له ليس مجرد تقدير رسمى، بل امتداد لسنوات من التواصل الدائم، والثقة المتبادلة بين الشعبين.
والتقت «الدستور» السفير علاء موسى الذى سلط الضوء على العلاقات الممتدة بين مصر ولبنان، وفتح نافذة لفهم كيف يمكن للتجربة المصرية أن تفيد لبنان فى مساراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
■ يُطلق عليك هنا لقب «صديق اللبنانيين».. كيف ترى تأثير الزيارات المتكررة لمسئولى مصر على العلاقات بين البلدين؟
- هذا التقدير من اللبنانيين شرف كبير لنا، بالفعل مستوى التواصل السياسى بين مصر ولبنان أخذ أبعادًا كبيرة منذ بداية العهد الجديد فى لبنان، وهو ما نلاحظه منذ بداية العام، شهدنا حركة زيارات مكثفة: فقد قام الرئيس العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانى، بزيارة مصر مرتين، ورئيس الوزراء اللبنانى كذلك، ووزير الخارجية المصرى أجرى ٤ زيارات للبنان، والآن نختتم العام بزيارة رئيس الوزراء المصرى، هذا التواتر يعكس مدى اهتمام القاهرة ببيروت.
■ ما أهمية هذه الزيارات بالنسبة لتطوير العلاقات بين البلدين؟
- هذه الزيارات مؤشر واضح على الاهتمام المتبادل، مصر تسعى لنقل تجربتها الناجحة إلى لبنان، خاصة فى ظل التشابه فى التحديات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، والقطاع الخاص اللبنانى استمع اليوم إلى كلمة رئيس الوزراء المصرى ومداخلاته باهتمام كبير، ما يعكس قناعته بأن التجربة المصرية يمكن الاستفادة منها فى لبنان. العلاقات على المستوى الرئاسى، بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، حظيت بإشادة كبيرة، وهى تؤسس لأفق أوسع من التعاون لخدمة الشعبين.
■ ما أوجه الاستفادة من التحالف المصرى- اللبنانى؟
- العلاقات المصرية اللبنانية دائمًا كانت علاقات تبادلية، قائمة على مصالح مشتركة، لبنان جغرافيًا ليس من دول الجوار المباشر لمصر، لكن مفهوم الأمن القومى تغير، ليشمل نطاقًا أوسع، دولة لبنانية مستقرة ومزدهرة تصب بشكل مباشر وغير مباشر فى مصلحة الأمن القومى المصرى، هناك أيضًا تكامل فى ملفات عديدة، وكلما تعززت العلاقات، ازدادت الاستفادة على الجانبين، كل المسارات السياسية، الأمنية، الاقتصادية متكاملة، وكل نجاح فى مسار سياسى أو أمنى ينعكس مباشرة على استقرار لبنان، وبالتالى يعود بالنفع على التعاون الاقتصادى.
■ كيف كان اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين؟
- عقدنا اجتماع اللجنة العليا المشتركة، وكان المسار الاقتصادى والتكاملى واضحًا، والملفات التى تم بحثها تؤكد حرصنا على عدم الاكتفاء بالتوقيع على اتفاقيات فقط، بل التأكد من قدرتنا على تنفيذها على الأرض. الدورة الأخيرة، العاشرة، جاءت بعد دراسة مستفيضة لكل الوثائق والاتفاقات لضمان وجود رغبة حقيقية من الجانبين لتطبيقها، وزيارة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بعد أقل من شهر من زيارة الرئيس نواف سلام إلى القاهرة دليل على اهتمام الجانبين بمتابعة أعمال اللجنة وتفعيلها.
■ ما آلية تنفيذ هذه الاتفاقات على الأرض؟
- الهدف من الوثائق الموقعة هو توفير إطار واضح يمكن من خلاله تنفيذ المشاريع المشتركة بكفاءة، هناك قدرة من الجانبين على المتابعة، سواء فى تقديم الخبرة المصرية، أو من خلال الشركات والكوادر الفنية التى تساعد فى التنفيذ، الاجتماعات ركزت على القطاعات الاقتصادية بشكل خاص لضمان استفادة لبنان من التجربة المصرية فى مجالات مشابهة، بما يعزز التعاون المشترك.
■ ماذا عن الجالية المصرية فى لبنان؟
- عدد المصريين فى لبنان غير محدد بدقة، خاصة بعد أحداث ٢٠١٩، مرورًا بكورونا، وأحداث مرفأ بيروت، لكن لدينا تواصل مستمر معهم، الجالية محترمة ومتنوعة، تشمل أساتذة جامعات، وموظفين فى مراكز عليا، وطبقة عاملة، مشاكلهم قليلة جدًا، وهذا أمر يسرنا، ونعمل دائمًا على متابعة احتياجاتهم وحمايتهم.
















0 تعليق