أمين الفتوى: القصاص حق شرعي تحققه الدولة.. والثأر إفساد في الأرض وسلاسل دم محرمة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 23/ديسمبر/2025 - 09:19 م 12/23/2025 9:19:19 PM

جريدة الدستور

أكد الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية وضعت مبدأ القصاص لتحقيق العدل وصيانة الأرواح وحماية المجتمع من الفوضى وسفك الدماء، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى قال: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، بما يؤكد أن القصاص تشريع إلهي مقصده إحياء المجتمع وردع الجريمة، وليس الانتقام أو إشاعة العنف. 

وبيّن ربيع، خلال تصريحاته ببرنامج "رؤية" المذاع على قناة الناس، أن ما يُعرف بالثأر يختلف كليًا عن القصاص، إذ يقوم على الاعتداء وتوسيع دائرة القتل دون حق، وهو ما نهى عنه القرآن الكريم صراحة بقوله تعالى: "فلا يُسرف في القتل"، مشددًا على أن الثأر يؤدي إلى سلاسل دم متتابعة ويفسد العلاقات الاجتماعية ويهدم الاستقرار.

إقامة القصاص في العصر الحديث لا تكون إلا بيد الدولة

وأوضح أمين الفتوى، أن قول الله تعالى: "ومن قُتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا" لا يعني إباحة القتل أو الأخذ بالثأر، وإنما يعني إعطاء ولي الدم الحق في المطالبة بالقصاص عبر القنوات الشرعية والقانونية، من خلال القضاء المختص وبعد سماع الشهود واستكمال الإجراءات، مؤكدًا أن إقامة القصاص في العصر الحديث لا تكون إلا بيد الدولة ومؤسساتها القضائية، لأن ذلك من صميم اختصاصها، ولمنع الظلم والتعدي. 

وأشار أمين الفتوى، إلى أن الثأر يُعد افتئاتًا على سلطة الدولة وتجاوزًا لحدود الله، لأنه لا يقتصر على الجاني وحده، بل قد يمتد ليطال الأبرياء وأقارب القاتل وجيرانه، وهو ما يمثل إفسادًا في الأرض يتنافى مع مقاصد الشريعة، منوهًا بأن الإسلام دين عدل ورحمة، ولم يشرع الأحكام لإهلاك الناس أو نشر الكراهية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق