استضافت القاهرة، أمس، المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية–الأفريقية، بحضور وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، ومشاركة أفريقية واسعة ضمت نحو 50 دولة، في حدث سياسي ودبلوماسي بارز عكس ثقل مصر الإقليمي والدولي، ودورها المحوري في بناء جسور التعاون بين القوى الدولية والقارة الأفريقية.
وناقش المؤتمر عددًا من الملفات الحيوية، شملت التعاون الاقتصادي، والأمن، والقضايا السياسية والتنموية، بما يعزز المصالح المشتركة بين روسيا والدول الأفريقية، ويدفع نحو صياغة شراكات أكثر توازنًا وعدالة، تستند إلى احترام السيادة الوطنية وتلبية أولويات التنمية في القارة السمراء.
مصر وروسيا.. نموذج متوازن للتعاون الدولي
وخلال الاجتماع الوزاري، شدد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي على الموقف المصري (الثابت) الداعم لاحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، ورفض فرض الوصاية أو الإملاءات، مؤكدًا أن الحلول السياسية الشاملة تظل المسار الأمثل لتسوية النزاعات.
كما استعرض الوزير الإمكانات الهائلة التي تمتلكها القارة الأفريقية، مؤكدًا التزامها بموقف موحد تجاه إصلاح مجلس الأمن الدولي، والدعوة إلى إصلاح هياكل التمويل الدولية، وجعلها أكثر استجابة لاحتياجات الدول الأفريقية، خاصة في مجالات نقل التكنولوجيا وإتاحة التمويل الميسر لدعم مسارات التنمية المستدامة.
بدرعبد العاطي لتحيا مصر: مصر خط الدفاع الأول عن العالم في مواجهة الإرهاب
وعلى هامش فعاليات المنتدى، صرّح الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، من خلال تصريحاته الخاصة ، بأن مصر لم تكن فقط في مواجهة الإرهاب دفاعًا عن أمنها القومي، بل تحولت إلى خط الدفاع الأول عن العالم بأسره، في مرحلة تاريخية واجهت فيها البشرية أخطر موجات التطرف العنيف.
وأكد ، وزير الخارجية لتحيا مصر، أن ما حققته مصر في هذا الملف لم يكن وليد المصادفة، وإنما نتاج رؤية استراتيجية متكاملة قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه( مقاليد الحكم)، أعادت صياغة مفهوم (مكافحة) الإرهاب على أسس شاملة ومستدامة.
تقدير دولي لتجربة مصرية فريدة
كما كشف بدر عبد العاطي، لتحيا مصر، أن التجربة المصرية باتت اليوم محل تقدير ودراسة على المستوى الدولي، حيث ينظر إليها باعتبارها نموذجًا مرجعيًا ناجحًا، خاصة من جانب الدول الأوروبية، التي استفادت من الدروس المستخلصة من المقاربة المصرية، سواء على الصعيد الأمني أو الفكري أو التنموي.
وأشار ، عبد العاطي، من خلال تصريحاته الخاصه إلى أن نجاح القاهرة في تحقيق الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية جعلها شريكًا دوليًا موثوقًا في الجهود العالمية لمكافحة التطرف.
المقاربة الشاملة… فلسفة مصر في مواجهة الإرهاب
أولًا: البعد الأمني والحسم الميداني
اعتمدت الدولة المصرية، على معالجات أمنية حاسمة( لتفكيك) التنظيمات الإرهابية (وضرب) بنيتها التحتية، مع التأكيد على أن الحل الأمني، رغم ضرورته، لا يمكن أن يكون كافيًا بمفرده دون استكماله بمحاور أخرى.
ثانيًا: تجفيف منابع التمويل
(نجحت) مصر في قطع شرايين التمويل عن التنظيمات الإرهابية، من خلال ملاحقة شبكات الدعم المالي، وتضييق الخناق على مصادر تمويلها محليًا ودوليًا.
ثالثًا: التنمية والعدالة الاجتماعية
ركزت الدولة المصرية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص العمل، بهدف إغلاق البيئات الحاضنة للتطرف، ومعالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية التي تستغلها الجماعات المتطرفة.
رابعًا: المواجهة الفكرية وتفكيك الأيديولوجيا المتطرفة .
وأكد وزير الخارجية لتحيا مصر، انه المحور الأكثر عمقًا واستدامة، حيث لعبت المؤسسات الدينية الوطنية، وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، دورًا محوريًا في تصحيح الخطاب الديني، إلى جانب إسهامات مرصد الأزهر ومرصد دار الإفتاء في تفكيك الفكر المتطرف وتحليل دعايته عالميًا.
تحصين الشباب… الرهان الحقيقي للمستقبل
وفي ذات السياق أكد عبد العاطي، أن تحصين الشباب كان في صدارة أولويات الدولة، باعتبارهم الهدف الأول للتنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال التعليم، والتوعية، وبناء الوعي الوطني، وتعزيز الانتماء، بما يحصّن الأجيال الجديدة من الوقوع في براثن التطرف.
اعتراف أوروبي وطلب شراكة ممتدة
وأشار وزير الخارجية ، لتحيا مصر أن الاتحاد الأوروبي، تقديرًا للمقاربة المصرية الرائدة، طلب من مصر المشاركة في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وهو اعتراف صريح بريادة القاهرة في هذا الملف.
وأضاف أن الرئاسة كانت مقررة لعامين فقط، إلا أن الجانب الأوروبي طلب تمديدها، حرصًا على الاستفادة من الخبرة المصرية المتراكمة، ونقلها إلى دول أخرى تواجه التحديات ذاتها.
مصر والقيادة السياسية… تجربة تتجاوز الحدود
تعكس تصريحات وزير الخارجية حقيقة باتت راسخة على الساحة الدولية: أن تجربة مصر في مكافحة الإرهاب، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تكن مواجهة أمنية عابرة، بل تحوّلًا استراتيجيًا شاملًا أعاد تعريف مفهوم مكافحة الإرهاب عالميًا.
فقد نجحت القاهرة في الربط بين الأمن والتنمية والفكر، وقدّمت نموذجًا متوازنًا يجمع بين الحسم والوعي، وبين القوة والعقل، ما جعلها مرجعية دولية وشريكًا لا غنى عنه في معركة العالم ضد التطرف.
وفي وقت تتعثر فيه تجارب عديدة حول العالم، تبرز( التجربة المصرية) باعتبارها واحدة من أنجح التجارب الإنسانية المعاصرة في مواجهة الإرهاب، ليس فقط بما حققته من استقرار داخلي، بل بما أسهمت به في حماية الأمن الإقليمي والدولي، ونقل خبرتها الرائدة إلى أوروبا والعالم، تأكيدًا لدور مصر كركيزة أساسية في حفظ السلم والأمن الدوليين.















0 تعليق